تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاستقواء بالصهاينة!!

منوعات
الجمعة 8-7-2011
أحمد ضوا

ما حدث في «سينما سان جيرمان» الباريسي قبل أيام ليس اللافت فيه اجتماع صهاينة ومؤيدين لاسرائيل وبعض المعارضين السوريين تحت سقف واحد رغم دلالاته السياسية الخطيرة والقانونية الجرمية,

وإنما هو علانية الدور الصهيوني-الاسرائيلي من العاصمة الفرنسية باريس في محاولة لزعزعة واستقرار أمن سورية.‏

فالاجتماعات السرية والعلنية لعدد ممن يسمون أنفسهم بالمعارضين السوريين في الخارج مع صهاينة واسرائيليين وغيرهم ممن يريدون الشر لسورية ليست خافية على أحد، ولكن أن يخرج ممثل بعض هؤلاء المعارضين ليبرر اجتماعه مع اسرائيليين وصهاينة فرنسيين معروفين بعدائهم لسورية بقوله ان ذلك يوفر له منبراً لايصال صوته، فذلك خداع مكشوف وتأكيد واضح على النيات الشريرة التي تضمرها مثل هذه اللقاءات ضد سورية وشعبها.‏

فالمساحات السياسية والاعلامية المفتوحة أمام هؤلاء المعارضين كثيرة ومتعددة الأوجه في هذه المرحلة، ولا ينقصهم منابر حيث تفتح أمام العديد منهم قنوات فضائية ساعات بثها الحي وفي كل الأوقات وجدول لقاءاتهم مع من يسعى لاستعمالهم لتمرير مشاريعه العدائية في المنطقة ممتلئ وكذلك الأمر أبواب العديد من الهيئات الدولية التي أصبحت جزءاً من أدوات السياسات الأميركية والغربية مفتوحة أمامهم.‏

لقد بات واضحاً أن بعض هؤلاء المعارضين لا يحملون من صفات هذا المصطلح إلا الاسم حيث لا يمكن تحت أي ظرف أوغاية مهما علا شأنها قبول أن يلجأ «المعارض» الى العدو التاريخي الذي يهدد الأمتين العربية والإسلامية ويحتل أرضاً سورية لتحقيق أطماعه السلطوية، وما حدث في باريس هو أكثر من تجاوز مسألة الاستفادة من منابر هذا العدو إلى مرحلة الاشتراك معه في ضرب وزعزعة استقرار سورية.‏

وهؤلاء المعارضون الذين لا يتورعون عن التحالف مع الشيطان لتحقيق مآربهم لا يسيئون لوطنهم فقط بل لكل مواطن سوري ولكل معارض وطني حقيقي يسعى للإصلاح والنهوض بالوطن وهم أكثر تطرفاً في طرح مواقفهم واحترامهم للرأي الآخر وحرية التعبير، ويستدل على ذلك من الطريقة العنيفة التي عامل بها هؤلاء شاباً وشابة عربيين عبّرا عن موقفهما بشكل حضاري خلال «الاجتماع الباريسي» بقولهما «لا يوجد معارضون سوريون في هذه القاعة بل صهاينة واسرائيليون» دليل صارخ على استثمار هؤلاء لمصطلح «معارض» لتحقيق مآرب خاصة وأجندات خارجية تستهدف وطنهم وحريته وكرامته.‏

إن وصول الأمر ببعض مدعي «المعارضة» في الخارج الى الجلوس العلني ودون خجل مع الأعداء ومن يقف معهم والحديث عن الحريات والديمقراطية وإسقاط الأنظمة والدول هو جريمة ضد الأوطان وفقاً لجميع أعراف وقوانين الدول، ومنها فرنسا وهو جريمة كبرى لا تغتفر في وضع سورية حيث تحتل اسرائيل أرضاً سورية غالية.‏

فالمتعارف عليه في كل دول العالم أن المعارضة بمعناها الحقيقي وليس المزيف هي للبناء وليس للهدم، هي لتصحيح الأخطاء وتصويب الأعمال والأفعال، وهي أولاً وأخيراً لأجل الوطن والشعب، وليس للاستقواء بأعداء الوطن والشعب، وحال عدد ليس بالقليل ممن يركبون بساط المعارضة في الخارج تعبّر عنها أفعالهم وأقوالهم ولقاءاتهم السرية والعلنية مع أعداء الوطن.‏

التاريخ سيسجل ما جرى في «سينما سان جيرمان» كوصمة عار دائمة لاتزول على جبين كل من يضع يده بأيدي العدو الذي يحتل الأرض السورية والعربية ويرتكب المجازر والجرائم ويرفض إعادة الأرض والحقوق لأصحابها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 679
القراءات: 771
القراءات: 650
القراءات: 730
القراءات: 652
القراءات: 641
القراءات: 659
القراءات: 631
القراءات: 720
القراءات: 752
القراءات: 701
القراءات: 705
القراءات: 768
القراءات: 680
القراءات: 1336
القراءات: 689
القراءات: 745
القراءات: 697
القراءات: 824
القراءات: 750
القراءات: 866
القراءات: 777
القراءات: 763
القراءات: 735
القراءات: 755

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية