تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وظلم ذوي القربــى

معاً على الطريق
الخميس 30-7-2009
عبد النبي حجازي

إنه السكون الرهيب الذي يتلو العاصفة , السكون الذي تجرجر فيه رياح الخيبة والخذلان ذيولها ، السكون الذي قضم جذور الأمل وزعزع أعمدة الواقع بالتهويد والاتساع في بناء المستوطنات وما لاتستوعبه المخيلة ،

وسدّ آفاق المستقبل جعله ليلاً مدلهماً لاترى فيه سوى الأشباح , وكأن إعادة الإعمار وافتتاح المدارس والمشافي غدت سراباً , وكأن صمتاً من الترقّب يوحي بعودة الإعصار ينهش في الضفة والقطاع ويزداد نهشاً حتى ينتفخ بطن ذلكم الوحش ويتفرقع .‏

ولاعجب أن تختلف فئتان , ولاعجب أن تتطاول ألسنة بعضهما على بعض ولوبلغتْ حدود السب والشتم ولكن أن يعذب المناضل بيد أخيه حتى الموت أو أن يسيل دمه ، فلا يعني ذلك إلا أنهما (...) لعبة بأيدي العملاء والجواسيس من متآمر بالعلن أو متآمر بالسر من جهة ، ومن مستجيب للاستفزاز مرغم من جهة أخرى .. وقد كانت خطوطاً حمراء دونها قطع الرقاب , وغدت عارا يلطّخ صفحات التاريخ .‏

إنهما فئتان تسفهان من يتبنى القضية عرباً وأجانب من ناشطي حقوق الإنسان ، وممن يتطوعون مخترقين الحصار المحكم بالزاد والدواء , وممن يطالبون بإحالة مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية . إن هذا لا يعني سوى الفسق والسفاهة وبيع القضية بثمن بخس إلا ما يملأ به (صبيان) القضية جيوبهم من اختلاس أومما يستأجرهم به العدو ليحقن دم مقاتليه , حتى إن بعض أولئك المقاتلين ممن استيقظ ضميرهم نددوا بطغيان قادتهم كما فعل بعض حاخامات اليهود المناهضين لإسرائيل .. إنها قامات تعلو فوق تلك الرؤوس المنحية.‏

يقول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد:‏

وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة ‏

على المرء من وقع الحسام المهند‏

بيد أن هذا الظلم تجاوز دلالة معناه ، وغدا فجوراً , غدا منهجاً صفيقاً من (الخيانة) هذه الكلمة التي ضاقت دلالتها بها بسبب فحش مرتكبيها . أتريدون مصالحة العدو ؟ وقد رأيتم ما فعل بياسر عرفات وكيف يتمادى ولا حدود لتماديه , وأنتم تسفحون كرامتكم تحت أقدامه , وتخذلون من يتبنّى قضيتكم من سائر أصقاع الأرض منتظرين ساعة تتركون فيها الشعب يعاني مايعاني ، وتنجون بأنفسكم ، لتنعموا بأموالكم المكدسة بالبنوك في هذا البلد أوذاك . ‏

ويحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن ينتفض على مخلفات سلفه (بوش الصغير) التي حارت في وصفها الألسن ، سلفه الذي أسقط (تهمة الإرهاب) على المسلمين ليبرئ نفسه الملوثة ، وترك مُداه المثلمة تحزّ رقاب الشعوب ، ترك غوانتينامو بين الحيرة والضياع , ترك عالماً مصاباً بالجذام لا أمل في شفائه , ترك إجماعاً عالمياً أنه مجرم حرب . ولكن (هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ؟)‏

ونحن لانزال نتسلق على عنتريات نخر فيها السوس ، وخطب تمزقت أشداق (الصادحين) بها وكأنها نعيب الغربان . وضاع هدراً دم قلة تصدّت وحدها للعتاة فباتت كمقترفي الذنوب . فلا نامت أعين المتآمرين والخونة .‏

anhijazi@gmail.com

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 30/07/2009 01:08

مرة أخرى أجد نفسي أعود لسابق قولي القديم : لولا الخيانة لما ضاعت فلسطين.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2147
القراءات: 1085
القراءات: 1094
القراءات: 1082
القراءات: 1285
القراءات: 1109
القراءات: 1045
القراءات: 1330
القراءات: 1298
القراءات: 1150
القراءات: 1681
القراءات: 1207
القراءات: 1769
القراءات: 1249
القراءات: 1205
القراءات: 1305
القراءات: 1244
القراءات: 1327
القراءات: 1309
القراءات: 1321
القراءات: 1536
القراءات: 1695
القراءات: 1483
القراءات: 1401
القراءات: 1832

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية