تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عدوانية لا تحتمل?!

قضايا الثورة
الاحد 11/12/2005م
محمد علي بوظة

عاودت إسرائيل بصورة استفزازية سافرة حرب الاغتيالات للشعب الفلسطيني وكوادره, بمواكبة لم تتوقف للاعتداءات على مدن ومناطق الضفة الغربية وقطاع غزة,

وعمليات اجتياح عسكرية لها وحملات قتل واعتقالات طالت العشرات من أبناء الأرض المحتلة, لترفد بهم الآلاف ممن يقبعون في معتقلاتها وسجونها في ظروف لا إنسانية, تتساوق وإجراءات الإغلاق والحصار والتجويع والمصادرة والتهويد للأراضي, والإحراق والاقتلاع لأشجار الزيتون والحمضيات والتقطيع لأوصال المناطق المحتلة وتواصلها, بتحد تستكمل من خلاله بناء جدار الفصل العنصري الذي قررت محكمة العدل الدولية لاشرعيته, وغطرسة تصر على تدجين الشعب الفلسطيني وإركاعه وتصفية قضيته, وإبقائه في دائرة الموت والنار والتي تدفع بالوضع العام نحو التفجر الشامل ونقطة اللاعودة.‏

حكومة السفاح آرييل شارون استمرأت لغة الحرب والعدوان, وراحت رغم مصاعب الداخل تصعد في جميع الاتجاهات, وتتسابق بطواقمها وانتماءاتها الحزبية المختلفة في قرع طبول الحرب, وإطلاق التهديدات المسعورة يمنة ويسرة وإبداء أكثر المواقف مغالاة وتطرفاً إزاء السلام, وإمكانية الوصول إليه بصيغ وقرارت الشرعية الدولية, انسجاماً مع عقيدتها التوراتية واستقطاباً للصوت الصهيوني, الذي دخل سوق المزاودة الانتخابية بتحالفات جديدة واستقطابات قد تتباين وتختلف في سلوكها وشعاراتها, لكنها تلتقي جميعاً في عدوانيتها وعنصريتها وكراهيتها للعرب, وفي رفض مبدأ التسوية العادلة والشاملة التي تعيد الأراضي والحقوق المغتصبة لأصحابها.‏

كل ذلك يجري على مرأى ومسمع الدنيا قاطبة, وتحت نظر ورعاية قوى متنفذة باتت تتسلط على القرار الدولي وتفرض هيمنتها عليه, وتوظفه في مناحي معاقبة الشعوب والاقتصاص منها, وخاصة تلك التي تشكل قلاع ممانعة في وجه المشروع الصهيوني-الأميركي واندفاعته الجديدة, الآخذة بالتوسع والغزو وتعميم سياسة الحرائق والفوضى, أملاً في إرساء منطق الاستسلام, ولا حركة ولا حراك بل ولا عقيرة ترتفع أو أحاسيس تهتز لأولئك الذين يتبارون اليوم في الدفاع عن إسرائيل وجرائمها, وتكرار الالتزام بما يسمى (أمنها) الكذبة والعنوان المفتوح للابتزاز, وتشريع سفك الدم العربي والفلسطيني بهذه الطريقة (الديمقراطية المتحضرة), النتاج الأبرز والأبشع لثقافة الغرب وبضاعة الموت والإرهاب التي جادوا بتصديرها لهذه المنطقة.‏

ويبقى السؤال مشرعاً برسم هؤلاء الذين عليهم أن يجيبوا والراعي الأميركي عليه بصدق: هل تكون مواقفهم المترددة والمتحيزة وردود فعلهم السلبية ونظرتهم الأحادية, المتحاملة على العرب في قضية الصراع والمواجهة لأشكال التحديات والاجتياحات نفسها, لو كانت بلدانهم والشعوب التي يمثلونها تخضع لاحتلال من النوع الواقع, على العراق وفلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى في الجولان وجنوب لبنان, ويجري قتل واغتيال أهلهم وأبنائهم بهذه الطريقة المغرقة في الوحشية, والاستهتار بالجنس البشري وكل المبادىء والقيم الإنسانية, وهل يرضى أحد منهم أن يعيش حياة الشعب الفلسطيني ومعاناته أو حتى مقاربتها.?!‏

لا نعتقد ذلك وبوش الرجل الذي يلهب العالم اليوم بسوط أميركا وسطوتها, قد أفصح في تصريح سابق له ودون المواربة المعروفة: بأنه لا يستطيع تصور بلاده محتلة من قبل الغير, وهو بالتأكيد ليس حازماً وأكثر جدية ومغالاة حيال هذه المسألة ممن عنيناهم, وإن كان ومعه هؤلاء رافعو شعار (الحياة والأمن لإسرائيل) على أنقاض العرب والمسلمين وعلى حساب أمنهم, لا يقدمون خدمة للسلام قدر ما يلحقون الضرر بمصالح بلدانهم وشعوبهم ومصالح العالم واستقراره.. فهل يكتفون ويتحررون من (عقد الذنب والتكفير) وتدفيع المنطقة وأهلها الوزر والتبعات?!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية