تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فلسفة تعميم لافلسفات تراكم

حديث الناس
الاحد 11/12/2005م
خالد الأشهب

بالطبع , نستطيع ان نطور جانبا ما من قطاعات العمل سواء اتصل بالانتاج او بهيكلة المؤسسات عبر تحديث ادواته التقنية ,

او تزويده بالموارد البشرية والكفاءات او غيرها , ونستطيع ان نختلق انماطاً من التكامل والشمول في طرائق عمل هذا الجانب او ذلك فتأتي النتائج مشجعة ومبشرة في حدود اهداف ونطاقات العملية التطويرية في هذا الجانب , وقد تتراكم بضع تجارب من هذا الطراز في غير موقع ومكان , فتوحي بأننا على الطريق الصحيح لعملية التحديث الاقتصادي والاداري , وبأن مواصلة السير على هذا الطريق يعني الوصول حتما.‏

غير اننا لن نلبث ان نكتشف ان هذه المتفرقات صحيحة وفق مقاييسها الفردية وكتجارب مستقلة فقط , وان اية محاولة لمراكمتها وفق مقاييس التعميم والشمول يعني تخطيئها بالجملة , وسنكتشف بالتالي , ان اجتماع جملة فلسفات للتطوير و التحديث لايصلح للذهاب صعدا من تحديث المؤسسة او القطاع الى تحديث النظام الاقتصادي كاملا, وانه لابد من فلسفة كاملة وشمولية تجري في اطارها عمليات التحديث الفردي والانتقائي.‏

على هذا النحو, يبدو واضحا التلازم الطبيعي والحيوي بين مفردات التحديث واتجاهاته فلايقتصر على الاقتصادي الا باعتباره ملحا وممهدا لما هو اجتماعي او سياسي او ثقافي او غير ذلك , لاسيما ان فلسفات التغيير محدودة ومعروفة, وان تطبيقاتها باتت ايضا كذلك , لابل ان شروط التغيير باتت ايضا محدودة وغير قابلة للتجزؤ او الانتقائية , ولعلنا لهذا السبب لاحظنا تركيزا لافتا للتوازي بين ماهو اقتصادي وما هو اجتماعي, ليس في فلسفة الخطة الخمسية العاشرة وحسب, وإنما في تطبيقاتها عبر البدايات في المرحلة التنفيذية لبرنامج التحديث المؤسساتي الذي أعلن عن البدء في الأمس.‏

ان الأخذ بأي نموذج محدود وانتقائي من تطبيقات الحداثة, نقله أو اقتباسه, وسواء كان نموذجاً غربياً أو صينياً أو ماليزياً أو غير ذلك, يعني اقتطاعه من سياق كامل اقتصادي اجتماعي سياسي ثقافي في بلد المنشأ, الأمر الذي يجعل من شروط إعادة الإنتاج لهذا النموذج ضرورة حتمية لابد من توفيرها أولاً في مكان الانتقال, كي يكون ممكناً, ودونما قسر أو ارغام, تكريس النموذج في البيئة الجديدة, وإلا فسنكون كمن ينقل نبتة استوائية للعيش في مناخ قطبي, فإما تعميم كل شروط تجربة النقل والاقتباس وليس جزءاً منها لخلق بيئة طبيعية, وإما البيت البلاستيكي الذي يحل مشكلة طارئة.. لكنه لا يشكل نموذجاً قابلاً للحياة في الحساب الأخير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 1021
القراءات: 883
القراءات: 1111
القراءات: 1304
القراءات: 1363
القراءات: 2100
القراءات: 1433
القراءات: 1467
القراءات: 1531
القراءات: 1467
القراءات: 1484
القراءات: 1591
القراءات: 1744
القراءات: 1694
القراءات: 1596
القراءات: 1493
القراءات: 1673
القراءات: 1519
القراءات: 1538
القراءات: 1697
القراءات: 1587
القراءات: 1585
القراءات: 2433
القراءات: 1627
القراءات: 2485

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية