واقعية الأحياء الشعبية العشوائية والبسطاء والناس المهمشين, وقد كفانا مهرجان دمشق السينمائي البرهان للدلالة على الموجة السينمائية الجديدة بمشاهدة أمثلة لهذا النوع من الأفلام,فنصف الأفلام المشاركة في مسابقة السينما الروائية كانت عن عالم المهمشين.
ويبدو أيضاً من خلال أفلام المسابقة أن هذا النوع من الأفلام لا يقتصر على دول العالم الثالث بل ينتمي إلى مختلف دول العالم, فلاحظناه في الأفلام العربية والأميركية الجنوبية والأوروبية الشرقية والغربية.
إن عودة السينما إلى عالم المهمشين بشكل لافت دلالة على الواقع الذي يعيشه أغلب سكان العالم في عصر العولمة والتقنيات الباهرة, وبعد التقارير والاحصاءات عن المستوى المادي لقطاع كبير من البشر هاهم السينمائيون المخضرمون والشباب يستمدون مواضيع أفلامهم الجديدة من الواقع البائس,ويقدمون من خلالها صورة سمعية بصرية عن تلك الأبحاث والتقارير, وها هي الأفلام تلفت أقلام النقاد وتحقق نجاحاً في شباك التذاكر.
إن التفسير المنطقي لصعود هذا النوع من الأفلام على سطح السينما أن العولمة الثقافية والاقتصادية حققت نتائج باهرة على الصعيد الاجتماعي,وفي عودة السينما إلى واقعية قاع المدينة يعني غياباً لبرامج الاهتمام بوضع معيشي لائق لفئة كبيرة من الناس, فالكل في هذه الأفلام يلهث ويبحث عن لقمة الطعام والحياة البسيطة في حدها الأدنى, حتى ليصدق التفسير المادي للتاريخ والذي يعتبر أن تاريخ الإنسان هو تاريخ البحث عن المادة, ونجدها مناسبة لتوجيه تحية للسينمائيين الصادقين ولأفلامهم الواقعية.