تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منطق لكل الأزمنة?!

معاً على الطريق
الاحد 11/12/2005م
د. اسكندر لوقا

في أوائل شهر كانون الثاني من العام ,1869 ألقى أحد أقطاب الحركة الصهيونية العالمية هو الحاخام ريشون,

خطاباً في اجتماع سري -كشف النقاب عنه بعد سنوات من تاريخ انعقاده- أمام عدد من العاملين في حقل هذه الحركة, وعلى قبر سيمون بن يهودا في مدينة براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا في حينه, جاء فيه قوله بالحرف: منذ قرون عديدة حارب حكماؤنا الصليب بشجاعة, ومنذ ذلك الحين, يخطو شعبنا شيئاً فشيئاً نحو القمة, وتزداد قوته.‏

وأضاف: نحن اليوم أصبحنا آلهة هذا العصر, تلك الآلهة التي نصبها لنا هارون في الصحراء, إن العجل الذهبي الذي عبدناه, والذي يعتبر اليوم إله العالم أجمع, لابد أن نصبح المالكين الوحيدين له, أجل, يجب أن نصبح مالكي الذهب الوحيدين, وبهذا تصبح القوة الحقيقية ملك أيدينا.‏

ولا يخفي الحاخام ريشون الغرض من امتلاك الذهب لاعتبارات يبدو أنها كانت جليّة أمام بصيرته منذ ذلك التاريخ, ولهذا السبب تابع قوله: إذا كان الذهب هو القوة الأولى, فإن الصحافة هي القوة الثانية, وعلينا بواسطة الذهب أن نستولي على الصحافة.‏

وإذا استذكر أحدنا اليوم مقولة إن الصحافة هي السلطة الرابعة في البلد, فإن الحاخام ريشون الذي سبقنا إلى تصنيفها بأنها القوة الثانية, كان لابد أنه يرمي لقول شيء ما دار في خلده, منذ عقود طويلة من الزمن, يتعلق بدور الإعلام كما يتبدى لنا في الزمن الراهن ولا يحتاج إلى تفصيل.‏

وما كان يرمي إليه الحاخام ريشون, يوضح أيضاً, من جانب آخر, خطورة نظرته إلى الحياة في المستقبل, وحين يبين أبعاد هذه النظرة يقول: إذا نحن استطعنا أن نسيطر على الصحافة, نستطيع, متى شئنا, أن نحطم الحياة العائلية والأخلاق والدين والفضائل كلها أينما كانت, ونستطيع بالتالي أن نسيطر على المجتمعات التي تعادينا, وكذلك نستطيع توجيه الحكومات والدول, ونتغلب على من يقف عائقاً في وجه قيام دولتنا في المستقبل.‏

يتساءل أحدنا وهو يقرأ هذه الأقوال, ترى ما الذي بقي من أهداف الحركة الصهيونية لم يتحقق بعد?‏

إذا نحن عدنا إلى أحداث المنطقة منذ ثلاثينيات القرن الماضي, وأمعنا النظر فيها, سوف يبدو واضحاً أمام أعيننا كم كانت الحركة الصهيونية جادة في سعيها لتطبيق نظرية السيطرة على ما عداها, وكم كانت ناجحة في ترجمة نظريتها إلى واقع, ذلك من خلال عمليات غسل الأدمغة التي قامت بها باعتمادها الصحافة -بنسبة التسمية في زمن الإشارة إليها- لتكون الكلمة والصورة من أهم عوامل تكوين رأي عام إلى جانب قضايا راهنة في المنطقة العربية, خاصة على نحو ما تبدو عليه عملية غسل الأدمغة في وقتنا الحالي, على هامش أحداث وقعت فيها, وكان للإعلام المرئي بشكل خاص دوره في تشويه الحقائق وقلب الموازين ودفع البعض من المغرر بهم كي يسقطوا في الخطيئة ضد أنفسهم وضد الغير معاً.‏

إن سيطرة الحركة الصهيونية على إعلام الفضاء, سواء كان ناطقاً بالعربية أم بلغات أخرى, مكنت أنصارها وحلفاءها في المنطقة العربية وفي ما وراء البحار, مروراً بدول القارة الأوروبية, من تحقيق بعض ما خططوا له بعيداً عن العدالة, ولو إلى حين انجلاء الحقائق التي يجري البحث عنها الآن تتعلق بقضايا ساخنة مطروحة على بساط البحث.‏

ترى إلى متى يمكن أن يبقى مثل هذ المنطق, منطق إمكانية السيطرة على نفوس الناس وعقولهم, صهيونياً وغير صهيوني, بواسطة الإعلام, إلى متى يمكن أن يبقى سائداً في العالم وفي كل الأزمنة القادمة?.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 10/12/2005 23:47

الإعلام لغة العصر في تداول الأمور, فملكته الصهيونية لتنشر رسالة الشيطان, وأيقظت الشر المستقر في داخل كل صانع قرار, فأخذ الإعلام ينتصر للوهم في هدم القيم, والهدم أيسر من البناء فكيف لو اجتمع له الذهب والإعلام؟. هذا هو المنطق عندما يمسي لامنطقا بل هوى من نزعة شريرة, أما المنطق المادي الموضوعي فعلينا أن نعرفه لنعرف رجاله, وهؤلاء بوحي الرحمن لايعرفون غير البناء. الشيطان وجد ضالته في الصهيونية فعبث باختلاق الحقيقة, فمتى يجيئه الرحمن بجوهر الحقيقة؟.. والجواب عندي بسيطا : عندما تهب العامة المستضعفة وتقلب الطاولة على النخب الفاسدة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 د . أسكتدر لوقا
د . أسكتدر لوقا

القراءات: 935
القراءات: 1288
القراءات: 1240
القراءات: 1182
القراءات: 1234
القراءات: 1355
القراءات: 1227
القراءات: 1276
القراءات: 1300
القراءات: 1695
القراءات: 1225
القراءات: 1211
القراءات: 1814
القراءات: 1212
القراءات: 1372
القراءات: 1248
القراءات: 1215
القراءات: 1427
القراءات: 1286
القراءات: 1281
القراءات: 1184
القراءات: 1317
القراءات: 5733
القراءات: 1271
القراءات: 1359

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية