تؤكد ومن خلال السقوف العالية التي بلغتها للتغيير والمرحلة الانتقالية أنها البيئة الأصح لتنفيذ التغيير , وأنه ليس صحيحا أبدا أن المناخ السياسي للحوار غير مناسب أو غير متوفر , بل تؤشر إلى أن البعض من المعارضة لا يريد عنبا على الإطلاق , ولا يهمه الحوار ونتائجه بقدر ما يهمه التستر وراء ذريعة بيئة الحوار ومناخاته سعيا إلى أهداف أخرى مختلفة تماما وغير معلنة .
من هنا , فإن من مصلحة طيوف المعارضة الوطنية المختلفة , التي التأمت تحت سقف الوطن في اللقاء التشاوري وفي ما سيلتئم بعده , أن تمارس حرصها على الوطن وتعلنه على الملأ , ليس فقط في المشاركة بصنع القرار وإدارة الحراكين السياسي والإعلامي , وإنما أيضا في منع أي محاولات للعب على الوطن واستخدامه ورقة ابتزاز أو جسرا لتنفيذ أجندات لا تريدها هذه المعارضة الوطنية أصلا .
لقد بات واضحا تماما أن ريادة عملية الإصلاح والانتقال بسورية إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية ليس امتيازا لأحد محدد , ولا هو مسؤولية أحد محدد , بل هو مسؤولية كل من قال أنا سوري أيا كان موقعه وأيا كان انتماؤه , ولطالما توفر الإجماع أو شبه الإجماع على أن يكون الحوار الوطني الشامل فيصلا في تحديد مسؤوليات التغيير والإصلاح , فإن أي احتكام لغير هذا الحوار هو خروج على الإجماع , وبالتالي , خروج عن الرأي العام السوري .
إذاً , فماذا بعد ؟ حراك سياسي وإعلامي واسع ومفتوح للجميع وبقوانين ناظمة تساوي بين الجميع , ودستور قابل للتعديل أو حتى الاستبدال الكامل كما أعلن السيد الرئيس , وقوانين وتشريعات تعيد تنظيم الحياة السورية بكل فعالياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها .. فماذا بعد؟ سؤال برسم كل السوريين دون استثناء !