ثم بين السين والراء: سار, سور, سير.. ثم بين الدال والراء: دار, دَوْر, دير.. ثم بين الباء والراء: بار, بور, بير.. ثم ... بإرادتي اقتحمت قلب الحروف وبنيت مفردة جديدة, فكان الوارد لغوياً وحياتياً وربما فلسفياً مدهشاً متناقضاً وساخراً.. هل ندرك أي فارق نُحدِثُ في المعنى بجرة قلم.. أقصد: بجرة إرادة!
يبدو أن الحياة كائن شرهٌ بامتياز, فهي لا تقنعُ بإرادة العيش, بل تتجاوزها إلى إرادة السيطرة. الحياة لا تقبل بالحفاظ على ذاتها, بل تملك إرادة التوسع والسيطرة. فأي فرق بين الإرادتين؟!
يخطر لي أن البشر على الأرض ليسوا أكثر من أطنان من اللحم القابل للتعفن والتلف والتلاشي.. إنه منطق الحياة والموت, وحين تعرض لنا الشاشات كل يوم أطنان اللحم المقتول والمشوّه أرتجف, وأتساءل: ولكن يمكن تحويل كل هذا اللحم البشري- كما في لعبتي اللغوية - إلى نور وفكر وفلسفة وأدب.. يمكن تحويل اللحم بقليل من إرادة إلى طاقة روحية وهاجة!
بين مشهد القتل في مناطق العالم الساخنة, وبين مشهد باليه أو معرض فني, أو فرقة فيلهارموني, أي إرادة وأي إيراد!؟ إنه الصراع الأزلي بين إرادة العيش وإرادة السيطرة...
وإيراد شباك تذاكر الفرجة على أفلام السيرك البشري مذهل.
ثمة قديس كان يقول: قلتُ لشجرة اللوز: حدّثيني عن الله يا أخت... فأزهرتْ شجرة اللوز!
suzani@aloola.sy