تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كـــان الكلمـــــة

من داخل الهامش
الأربعاء 13-7-2011
ديب علي حسن

في البدء كان الكلمة.. وللكلمة سحرها، وقعها، جمالها، نارها، اتقادها، مداها، لها الثقافات ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، تاريخ الكلمة هو تاريخ الإنجاز الحضاري،

وبما أن الثقافة هي الجانب الأرقى والأنقى في المنجز الحضاري تبقى خالدة حيث انبثقت تشع على الأماكن قريبة أو بعيدة، ومن لايدخل في ملكوتها ونسيجها لاتنتقل إليه.. الكلمة بالتأكيد تاج هذه الثقافة.. ولكن هل بقيت الكلمة إبداعاً، حواراً، تواصلاً، تعبيراً عن الذات.. هل بقيت نقية، شفافة تفعل فعلها..؟!‏

لا أظن أن الأمر كذلك.. فالتلوث غزاها، ولفّها، بل أصابها بصدأ جعلها تتهرأ وتفقد قدسيتها ومكانتها.. ولكن أليس قائلها، مبدعها، مطلقها، هو المسؤول عن ذلك..؟!‏

ما الذي يجعلنا نقف على تخوم كلمات كانت تثير فينا براكين من الأمل أو الألم، أو الحب، أو.. واليوم ترانا نقرأ ونقرأ ونشيح بوجهنا عن دفء الكلمات، بل عذراً، عن رائحة القبح التي تفوح منها، لا لشيء إلا لأن مطلقها - الكلمات - يخاتل، يراوغ، يحاول أن يقدم صك براءة، يغسل آثامه وخطاياه بالكلمات.. يبرع في أشغال سكينه بلحم من وقعوا، سقطوا، وكان ضيفاً على ولائهم، بل دلالاً لهم في المحن تطرد الكلمات المنافقة الكلمة الطيبة، يتطهر الآثمون لقطف الثمار.. ولركوب موجة جديدة.. بعضهم يعمل على ثلاثة أو أربعة أو خمسة محاور.. لايفعل ذلك ولا يرف له جفن وعلى مبدأ (حلال على الشاطر) أتابع بعضاً ممن عاثوا فساداً بالكلمة مبنى ومعنى، وسلوكاً وحين وضعتهم الظروف بأماكن تحكمهم بـ 00 كانوا في الدرك الأسفل من ذبح الكلمة المبدعة النقية.. ولم يطهر حبر مطبوعاتهم - إن صحت التسمية - حتى الآن الكلمة مذبوحة، مذبوحة، مصلوبة، واليوم تحول إلى رماد تذروها ريح المصالح في كل حدب وصوب.‏

أيها الذابحون.. الطاعنون براءة كل شيء، الغطاء ليس سميكاً ليس طبقات وطبقات... بل هو قشة رقيقة رقيقة خفيفة لا يحتاج الأمر إلا أن تهب نسمة لتزيح الغطاء إن اجتاح الأمر.. الصمت ملاذكم، ومنجيكم، ركوب الموجة قد لا يقود إلى شاطىء الأمان والمخاض ليس طويلاً وإن كان الألم شديداً وكم أشعر بالحزن حين أقرأ لسارق يكتب عن الأمانة، ولمتسلق يحاضر عن العصامية، وعن مصفقين له اليوم وشتامين له غداً ونتن الكلمة سلوك وليس إبداعاً وثمة نتنون مياه المحيطات وأملاحها لاتطهرهم ولا تعقمهم، بل ربما لوثوها.‏

dhasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 787
القراءات: 788
القراءات: 824
القراءات: 704
القراءات: 727
القراءات: 812
القراءات: 874
القراءات: 819
القراءات: 684
القراءات: 910
القراءات: 789
القراءات: 763
القراءات: 749
القراءات: 769
القراءات: 750
القراءات: 704
القراءات: 870
القراءات: 726
القراءات: 798
القراءات: 772
القراءات: 842
القراءات: 816
القراءات: 836
القراءات: 751
القراءات: 806

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية