ولم تكتفِ واشنطن بذلك بل ادعت أن مبرر وجود الحركة لم يعد قائماً لأنه لم يبقَ في العالم سوى القطب الأميركي الذي يجب على الجميع الانحياز إلى أفكاره وخططه وأحلامه الامبراطورية, وبمعنى آخر زعمت الولايات المتحدة أن مبدأ( عدم الانحياز) ليس وارداً في ظل عدم وجود قطبين عالميين كما كان الأمر في الماضي.
لكن هذه الأفكار التي حاولت النيل من حركة عدم الانحياز لم تجد لها آذاناً صاغية لدى أعضاء الحركة قاطبة لابل إن عدد الأعضاء يزداد سنوياً حتى وصل في قمة هافانا التي ستنعقد غداً الجمعة إلى 116 عضواً وهو ما يؤشر إلى أن البلدان النامية لاتزال مؤمنة بفاعليتها لأنها تجد فيها الملاذ المناسب لمواجهة التحديات التي تفرضها عليها المستجدات الدولية.
ومثل هذه الرؤية ليس مصدرها الرغبة بدور مؤثر لعدم الانحياز بل هي حقيقة واقعة فرضتها أكثر من قضية على المستوى العالمي.
فما يجمع الدول النامية في العصر الأميركي المزعوم أكثر مما يفرقها, فمعظمها أصبح ضحية التسلط والهيمنة الأميركية وكثير منها بات في مرمى الحروب الاستباقية والوقائية, ولهذا فان من مصلحتها ألا تبقى صامتة إزاء سياسات واشنطن التي تنصب نفسها شرطياً للعالم منذ احتلال العراق وأفغانستان.
وستكون قمة هافانا القادمة فرصة لدول عدم الانحياز للتنديد بسياسات الحروب واحتلال الدول بشكل غير قانوني واعتقال البشر وزجهم بالسجون السرية, مثلما ستكون مناسبة للتأكيد على توحيد جهود هذه البلدان فيما يتعلق بالتنمية ودعم الشعوب المحتلة أرضها حتى تحريرها واستعادة سيادتها عليها.
ahmadh@ureach.com