أعلم أن هذه شهادة ضدي..وكثير ممن مثلي لديهم علاقة غير سوية مع التكنولوجيا ولكني أمتلك شجاعة الاعتراف بل والإعلان عن تضييعي فرصا لردم الهوة بيني وبين الكومبيوتر.
رغم ذلك -كنت وما زلت- من أشد وأعتى المناصرين والمؤيدين الداعمين بل والداعين لاقتناء الكومبيوتر باعتباره معادلا حضاريا..لاختراع الطباعة..
تقاعسي عن أداء دوري بتعلم استخدام الآلة اللعينة, بموازاة فهم أطفالي باكتشاف فضائل تلك الآلة..خلق بيننا ما يسمى صراع الأجيال بوقت مبكر, وأصبحت أنتمي بنظرهما لعصر غير عصرهما!?
فبعد أن كنت مصدرا موثوقا ومرجعا مؤهلا للرد على تساؤلات كثيرة ..اكتشفا أني شريك عاجز عن إدارة (الفريق) المؤلف من أم وطفلين يافعين, فانا في واد ورقي يتمثل بالكتب والجرائد والمجلات, وهما على تلة يرصدان منها عالما مفتوحا متنوعا يغص ويضج بالحركة والمعلومات..والمسرات..
وبين التندر لحالتي, والشفقة علي ( لجهلي المعلوماتي) قررا اللجوء إلى أشخاص (ملهمين) يتشاركان معهم متعة معرفة الجديد والمبتكر في جهازهم.
هنا شعرت بالخطر فقد تمت تنحيتي وسُلبت مني صلاحيات عديدة, فدخول أشخاص على خط حياتهما (رغم ثقتي بهم) لكن اللقاء وتبادل الحديث والتعاطي اليومي معهما..انخفض إلى أقل معدل وصار خطابي خشبيا وزئبقيا (بالنسبة لهما)!!
ولم تفدني محاولاتي الرادعة والمخادعة من أن الدخول في نفق هذا الاختراع سيتسبب بضياع الوقت, تعب العيون, وتضرر الدماغ من الذبذبات الكهربائية والسلوكية الناجمة عن الاستخدام الخاطئ.
وصلت لقناعة شخصية مفادها.. لن يكون الكومبيوتر وسيلة لابتعاد أبنائنا عنا لنتعلمه ولنكن شركاء مع أولادنا في مواجهة هذا الساحر البهلوان القادم إلينا بألف لبوس ولبوس..لنفوت عليه فرصة..فرق تسد.