تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محاولة فهم

البقعة الساخنة
الخميس 14-7-2011
مصطفى المقداد

لا تترك الإدارة الأميركية مناسبة تمر دون أن تستغلها لزيادة الضغط على سورية والعمل على تأجيج الوضع الداخلي من خلال الإيحاء للمتظاهرين بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانبهم في عمليات التخريب والاحتجاجات الواسعة.

فبعد المشاركة غير المسبوقة لروبرت فورد سفير الولايات المتحدة المعتمد في دمشق في المظاهرات في مدينة حماة يوم الجمعة الفائت, تطل علينا السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية ممتطية صهوة الاتحاد الأوروبي, وخلال لقائها وزيرة خارجيته أشتون لتعود إلى ممارسة الافتراء على سورية وقيادتها والدعوة إلى المزيد من التظاهرات والاحتجاجات.‏

الموقف بحد ذاته غير مستغرب من الإدارة الأميركية التي مازالت تتبع أساليب الضغط على القيادة السورية لاتخاذها مواقف واضحة ومبدئية تتمثل في الحفاظ على حقوقها ودعم المقاومة وممانعة الحلول الاستسلامية والتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فضلاً عن استضافة المكاتب السياسية والإعلامية لحركات المقاومة الأساسية.‏

هذه الحقائق المكرورة على امتداد الساحة الإعلامية لم تعد كافية بكبح جماح الساعين إلى مزيد من التخريب نزولاً عند رغبات أصحاب المخطط المدروس بدقة وتفاصيل دقيقة في أقبية مظلمة تضع الآليات التنفيذية للتخريب موضع التنفيذ.‏

المتابعات الأميركية على الأرض السورية تنحو باتجاهات محددة الأهداف لا تخرج عن الإطار العام للحوادث والاحتجاجات المستمرة في أكثر من دولة عربية, فالأوضاع الداخلية في كل من مصر وليبيا وتونس واليمن تخضع لعمليات تحليل وبحث أميركي على امتداد الساعة منذ لحظة انطلاق الاحتجاجات في بدايتها, وذلك للدخول في البنية الهيكلية للمؤسسات الحكومية المرتقبة في المرحلة القادمة ضماناً لاستمرار الهيمنة الأميركية على كل مقدرات هذه الدول.‏

وفي ظل التداخلات الحاصلة بقيت سورية عصية على الفهم والتقييم والتقويم الغربي والأميركي وبعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر من الاحتجاجات والمواجهات, فإن معرفة الواقع السوري مازالت عصية على الفهم الغربي الدقيق الأمر الذي يتسبب في الارباكات الأوروبية والأميركية تجاه الواقع السوري، ذلك الواقع الذي لا يتشابه مع أي بلد آخر على الرغم من رفع شعارات احتجاجية متشابهة.‏

وتستمر محاولات الاختراق والتحريض في وقت تتقدم فيه مسيرة الإصلاحات والحوار في خطوات معروفة الأهداف بدأت تضيع أمام جلاء الكثير من الحقائق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11541
القراءات: 911
القراءات: 847
القراءات: 823
القراءات: 863
القراءات: 892
القراءات: 932
القراءات: 854
القراءات: 906
القراءات: 971
القراءات: 917
القراءات: 912
القراءات: 932
القراءات: 933
القراءات: 937
القراءات: 1030
القراءات: 960
القراءات: 1012
القراءات: 1029
القراءات: 1011
القراءات: 883
القراءات: 955
القراءات: 1001
القراءات: 996
القراءات: 904
القراءات: 1051

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية