تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«بلا عنوان»

معاً على الطريق
الجمعة 15-7-2011
قمركيلاني

الكثيرون من الكتّاب، والصحفيين، والمحاورين، والمجادلين، والنقّاد، الخ...، اضطربوا من الشعارات، والهتافات، والمصطلحات، وحتى من العناوين.. ولهذا وضعت عبارة (بلا عنوان) لمقالتي الصغيرة هذه..

لكن المشاهد في قلبي وعيني على مساحة الوطن تقطر بالألم والشجن. وأتوقف عند المصطلحات التي أتابعها بكل دقة فلا أعثر في معظمها على ما يفيد بل على الشخص ذاته وما يريد.. وأجدني أحياناً كأني أقرأ صفحة في كتاب، أو أنصت الى سؤال بلا جواب.‏

ما علينا.. كلهم اخوتنا وأبناؤنا في الوطن.. وكل منهم يريد أن يعبر عما في داخله.. وأنا أتساءل: ما الحصيلة التي يخرج بها المواطن السوري أو العربي من مناخات كهذه سوى أن يختزن في صدره هواءً قد يكون نقياً أو فاسداً، أو أن ينفجر بالدمع.. فيتلفت حوله فلا يعثر إلا على الشهقات؟‏

وما نبت في أعماقي هذا الأسبوع ما كان إلا زهرة تفتحت أوراقها.. هي تلك الرسالة الأثيرية التي وصلتني لا أدري ممن؟.. ومن أين؟ تقول لي: (في مقالتك الأخيرة قلت: امتشقت السيف الدمشقي.. كيف؟ ولماذا؟ ويداك الصغيرتان لا تقويان.. وأنت الرقيقة و... و.... و...).‏

ابتسمت بشيء من الرضى وها أنا أقول لصاحب هذه الرسالة: نعم امتشقت السيف الدمشقي من قلب سورية الوطن العربي.. ولكن سيفي الدمشقي ليس السيف المعروف المذهب والمرصع من السيوف الدمشقية التي أبهرت العالم وأعجزت صناعة السيوف عن تقليدها.. ذلك لأن سيفي الدمشقي هذا هو قلمي الدمشقي.. وذاكرتي.. وانتمائي.. وما وعيته وحفظته عن دمشق.. وبيني وبينها ألف عام من الحب والحزن والمطر.‏

دمشق الحضارة.. ودمشق صاحبة السبق في العلوم، والفنون، والعمران، والفقه، والحديث الشريف، وقد كانت مكتبتها الظاهرية تحتوي على أكبر عدد من هذه الكتب في العالم العربي. ومن يدخل دمشق العمق يعرف أن لها شمساً سطعت ليس على بلاد العرب والمسلمين فقط وإنما على بلاد الغرب أيضاً.. والدليل الان ما جمعه الرحالة، والمستشرقون، والدارسون لكل ما صدر عن دمشق منذ الأمويين حتى هذه السنين مروراً بتاريخ الفرنجة وحطين.‏

دمشق.. الجنة الفيحاء.. وبساتين الفاكهة الشهية.. وحدائق الفل والياسمين.. والأثواب الدمقسية. ودمشق بلغتها الحضارية ذات الدلالة والاصالة.. ولهجتها المميزة العربية التي فهمها ويفهمها كل عربي في المشرق أو في المغرب تفوقت حتى اعتمدت لهجتها كلهجة ذات طابع مميز لا في الكلام فقط بل في فنون السينما، والمسرح، والمسلسلات، الخ...، وأذكر أننا كإعلاميين دخلنا في جدل طويل في الستينيات حول اللهجة التي نعتمدها في مجالاتنا الفنية فكان الرهان الذي ربحته اللهجة الدمشقية، واتفق عليها في البلاد العربية حتى فيما يسمى (دوبلاج) الأفلام والمسلسلات.‏

دمشق التي تبدو في سماء صغيرة تتزاحم فيها النجوم لا تخطئها العين.. والتاريخ سيظل يذكرها بعلمائها، وشعرائها، ومبدعيها، ومن أقاموا فيها فنسبوا اليها. وهل هناك من لا يذكر أسماء باهرة في تاريخ دمشق منذ الصحابة والتابعين، والقادة، والأبطال في العهود الأولى حتى هذا الزمن الصعب والعسير؟.. وإذا كان مؤرخ واحد ينثر بين يدي التاريخ ثمانين مؤلفاً فماذا عن الذين يعيشون الآن التاريخ ويسجلونه لا بأقلامهم أو على مواقع الأثير بل في صدورهم ومن دمائهم؟‏

سيفي الدمشقي سيظل مشهراً ورافعاً الراية.. وكم أتمنى بسحر ساحر أن أستنسخ منه سيوفاً صغيرة أوزعها على أطفال الوطن لأن الوطن في شجن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 قمر كيلاني
قمر كيلاني

القراءات: 4300
القراءات: 1384
القراءات: 1088
القراءات: 931
القراءات: 963
القراءات: 1003
القراءات: 974
القراءات: 2768
القراءات: 1322
القراءات: 1064
القراءات: 1116
القراءات: 1311
القراءات: 1173
القراءات: 1007
القراءات: 1038
القراءات: 1081
القراءات: 1054
القراءات: 1148
القراءات: 1334
القراءات: 1128
القراءات: 1070
القراءات: 1176
القراءات: 1189
القراءات: 1130
القراءات: 1151

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية