فباريس تؤكد أن الحل السياسي أصبح ضرورة والناتو يقول بأن عملياته لا تستهدف العقيد القذافي وأندرس راسموسن يدعو إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة من خلال جهود الليبيين ودعم المجتمع الدولي ، وبموازاة ذلك تتعالى الأصوات داخل المجتمع الأوروبي الرافضة للحرب وآخرها يوم أمس أمام مبنى مجلس العموم البريطاني حيث هتف تحالف «أوقفوا الحرب» ضد العمليات العسكرية في ليبيا وطالبوا بوقفها فوراَ.
وإذا أضفنا إلى ذلك التكاليف الباهظة للحرب على ليبيا التي يدفعها المواطن الأوروبي من جيبه والتي وصلت إلى مليارات الدولارات فإن ذلك سيشكل عاملاً إضافياً ضاغظاً على قادة الناتو لإعادة حساباتهم ووقف حربهم التي حاولوا شرعنتها عبر مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية بذريعة حماية المدنيين من هجمات الحكومة الليبية.
بهذه الصورة يرى العالم مستنقعاً جديداً يغوص فيه الناتو وورطة عسكرية لايستطيع الخروج منها مثلما كان حاله في أفغانستان والعراق وكل ذلك تحت ذريعة حماية حقوق الانسان وتحرير الشعوب من الديكتاتورية في الوقت الذي تنتهك فيه كل مبادئ الانسانية.
إن المخرج الوحيد من هذه الأزمة يحتم على الأطراف التي أججتها العودة فعلاً إلى الحوار والحل السياسي لإنقاذ مايمكن إنقاذه وعودة الطمأنينة والأمان والاستقرار إلى ربوع ليبيا.