تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوصلة الأصوات

البقعة الساخنة
الحميس 21-7-2011
مصطفى المقداد

يخطىء من يعتقد أن ما يجري في سورية يمثل ثورة سياسية شعبية تشبه ما حدث في كل من تونس ومصر ،ويخطىء أكثر من يراهن على إمكانية ضرب الوحدة الوطنية وصولاً إلى تهديم النموذج السوري المتمثل في القدرة على التعايش الحضاري بين جميع مكونات الشعب السوري ،

وامتداداً إلى إمكانية التعايش الخلاق مع جميع شعوب المعمورة ، والتأثير في ثقافاتها والتأثر بها بصورة إيجابية تبرز الجوانب المشرقة في كل واحدة منها.‏

فسورية هي الصباحات الفيروزية باعثة النشاط في جميع أوصال الحياة ، وهي الأسواق العامرة بما يسلب ألباب الزائرين ، وهي المطبخ الكوني الذي يذهل من تذوق طعمه ذات عبور في دمشق أو حلب أو غيرها من مدن وقرى البلد العالم ، وهي الابتسامات المرسومة علىكل وجه يطالع وجها غريباً يجتاز شوارع دمشق القديمة أو سواها من أحياء أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ وهي التجاوب الإنساني مع كل محتاج يظن نفسه غريباً للحظات قصيرة ، ما يلبث بعدها أن يكتشف أنه ما زال بين أهله وذويه ولم يغادر دياره إلا إلى وطنه المؤكد ،وهي الكرامات العزيزة المؤمنة بأنها على استعداد لتقديم العون والمساعدة دون أن تطلب جزاء أو شكراً ، وهي التسامح العامر المترسخ في وجدان كل من شم عبق الياسمين وفوح الأقحوان .‏

فسورية التي ابتليت بمحنة غير مسبوقة ولم تحذر حدوثها ، قادرة على تجاوزها بما تمتلك من مقومات وقوى كامنة تنتظر لحظة إطلاقها بصورتها الحقيقية ،فالاحتجاجات وتداخلاتها أفرزت كوامن سلبية نظراً لاختلاط المفاهيم وضياع بوصلة الرؤية في تحديد ما يجري على الأرض ، وقد أسهم في ضياعها الكثير من الأخطاء الإدارية والممارسات الخاطئة وتوسع دائرة الفساد في أكثر من مرفق حكومي الأمر الذي اتكأ عليه أصحاب المخطط الخارجي في سعيهم لتضليل الكثير من أصحاب النوايا الطيبة والنفوس الصافية .‏

والبارز في الواقع الامتداد والظهور الكبير لأصحاب السوابق الذين وجدوا الساحة مفتوحة أمامهم ليمارسوا أنشطتهم المخالفة للقانون قتلاً وتمثيلاً وتخريباً ، لكنهم يبقون مجموعة خارج إطار أصحاب المطالب المحقة، وأصحاب المشاريع الإصلاحية المعارضة ، الأمر الذي يستدعي رؤية منطقية وأخلاقية لحقيقة ما يجري والأهداف البعيدة لحملات التضليل الإعلامي المرتبطة بمخططات عالية واستعمارية.‏

وما أفعال الحكومة وردودها إلا برهان للرؤية الواضحة لها ، والمتمثلة في الإجراءات الإصلاحية الحقيقية الرامية إلى بناء سورية جديدة عمادها القانون تضمن مشاركة سياسية تعددية وتحفظ حقوق الجميع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11693
القراءات: 988
القراءات: 921
القراءات: 896
القراءات: 935
القراءات: 972
القراءات: 1005
القراءات: 922
القراءات: 972
القراءات: 1034
القراءات: 1004
القراءات: 998
القراءات: 1004
القراءات: 1005
القراءات: 1012
القراءات: 1107
القراءات: 1036
القراءات: 1088
القراءات: 1108
القراءات: 1095
القراءات: 958
القراءات: 1020
القراءات: 1073
القراءات: 1072
القراءات: 979
القراءات: 1119

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية