|
فــــإن أكلـــــوا لحمــــي من داخل الهامش حين استبيحت كرامتهم واحتلت أرضهم حبر مدنس، بأقلام مدنسين، على ورق أكثر دناسة واصفراراً يمج كرهاً وحقداً وإثارة للطائفية والدفع إليها. يهولك ما تطالعه في صحيفة تدعي أنها صحيفة العرب، ولها من جزء اسمها نصيب (شر ساقط) تخصص مقالات ودراسات وتفرد صفحات للتحريض الطائفي الرخيص، والغريب في الأمر أن كتاباً يدعون أنهم يقدمون رأياً يفعلون ذلك. أي رأي، أي فكر هذا الذي يجعلك تأكل لحم أخيك حياً، تذبحه بسيف مثلوم..؟! من أين خرجت أفاعي الحقد هذه.. كيف تسللت إلينا كيف تكونت.. أي أقلام سال حبرها الحاقد هكذا ؟ أي أصابع طاوعت من كتب ويكتب، يؤلب، يحرض يدفع إلى أتون الجحيم..؟! أين كانت نخوتكم، عروبتكم إنسانيتكم عندما اقتضى الأمر..؟! أحقاً عدنا إلى ما قبل الجاهلية؟ هل ينجح من يريد لنا أن نتقهقر إلى ذلك.. لا رويداً ما قبل الجاهلية لم تكن كذلك. أيها القلم المخنث هل يسمح لك في الغرب أن تحرض وتثير النزعات الاثنية والعرقية.. هل يقبل منك أن تكتب حول أي مجزرة من مجازر الصهاينة..؟! العالم يتوحد ونحن نتفرق، يتواصل ونحن نحرض على سفك الدم.. أحقا كان الشاعر العربي مصيباً حين قال: فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً أليس أعذب الشعر أكذبه.. وفرنا لحومكم وقدمنا دمنا لكم، فتحنا منازلنا وديارنا، فكنتم الغادرين، الكاذبين، الحاقدين، الموتورين، اللابسين ألف قناع وقناع، حبركم سم زعاف ودمنا ليس مباحاً ليس برميل نفط، ولا تشوى أجسادنا على موائد رقصكم، سورية حضارة عشرة آلاف عام، شعب يعرف كيف يصون وحدته وإن هبت رياح السموم فهي عابرة عابرة.. ورحم الله من قال: أكاد أومن من شك ومن عجب /هذي الملايين ليست أمة العرب. d hasan09 @gmail com
|
|