يشكل جريمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل الحافل بالجريمة المنظمة والقتل والإرهاب ، لأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكتف بمنعهم من الوصول الى غزة بل حاولت كسر إرادتهم كما تفعل مع الشعب الفلسطيني المحاصر.
وإذا كان بعض الناشطين الفرنسيين قد ارتفع صوتهم بوجه حكومتهم احتجاجاً على سكوتها المريب تجاه إهانة مواطنيها فإن الغريب والمثير للدهشة هو هذا السكوت الفرنسي على الجريمة الإسرائيلية رغم أنها تصنف في خانة «القرصنة» وتحتاج بالعرف الدبلوماسي الدولي تحركاً سياسياً يدين الجهة التي قامت بهذا الفعل وهو أضعف الإيمان إن لم تتخذ خطوات عملية على أرض الواقع.
وعلى هذا الأساس فإن هذا السلوك العدواني الإسرائيلي سيجد طريقاً آخر له وسيتكرر على مسمع العالم كله مادام هذا العالم سيظل صامتاً على جرائم إسرائيل ومتجاهلاً لأعمال القتل والإرهاب والحصار والقرصنة التي تقوم بها ، ومادامت الولايات المتحدة تحابيها وتحاول تبرئتها من كل جريمة أمام المحافل والمؤسسات الدولية.
لكن المفارقة المريرة والمثيرة للاستهجان هي أن تقوم القوى العظمى التي تصمت اليوم على مثل هذه الأفعال الإسرائيلية وفي مقدمتها فرنسا بإدانة أي تحرك او تصرف لدول أخرى قد لا يرتقي الى مثل هذا السلوك الإسرائيلي ، لا بل وتجيش له الإعلام وتصدر له القرارات الدولية التي لا بد من تنفيذها لاحترام القانون الدولي وتحقيق العدالة ، ليظل القانون والعدالة أسيرين عندما يتعلق الأمر بالكيان الإسرائيلي.