تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خَطٌ على الورق... الفقراء قادمون...

ثقافة
الثلاثاء 9-10-2012
أسعد عبود

قبل أن يفوز الرئيس الفنزويلي «هوغو تشافيز» للمرة الرابعة رئيساً لفنزويلا، وللمرة الرابعة بأصوات الفقراء، بل إن تأييد الفقراء له دعَمَهُ في مواجهة تحديات كثيرة و أكثر من محاولة انقلابية

ساهمت فيها قلاع رأس المال ليس في فنزويلا لوحدها بل امتداداً باتجاهات عديدة مروراً بالولايات المتحدة الأميركية. أقول: قبل أن يحصل ذلك كله لتشافيز، لم يكن غائباً أبداً عن كل الحراك العربي في كل الساحات العربية. وكذا الرئيس الإيراني أحمدي نجاد نجح مرتين وواجه تحديات كثيرة وعويصة بدعم الفقراء.‏

إن كان أحدكم قد نسي بدء الحراك في تونس من محافظة «سيدي بو زيد»، فعلي أن أذكره أن «البوعزيزي» الذي حرق نفسه، ومن جسده المشتعل اشتعل الحراك في تونس أولاً ومن ثم إلى الساحات العربية. أتخيل أن ما يجري اليوم في سيدي بوزيد يؤكد الرواية. هناك حراك ضد الفقر والبطالة أولاً وقبل كل شيء.‏

في الغرب حيث التمركز الرأسمالي لا يستطيع أي زعيم أن يتولى الزعامة إن غاب عن دعمه الفقراء! هو ما يسمى عادة بالبرنامج الاقتصادي، ومن خلاله يتم التعامل مع مطالب الفقراء، إما بمهارة التحايل عليها، وإما بالاستجابة لها.‏

بل إن المثال الأوضح للثغرة التي يحدثها غياب الفقراء عن أي برنامج حتى ولو كان برنامجاً وضع باسمهم كما في الأنظمة الاشتراكية شيوعية وغيرها ولاسيما في الشرق حيث الفقر على أشده، هذا المثال يتضح فيما حصل لهذه الأنظمة «الاشتراكية» عندما تركت لغياب الفقراء أن يحدث تلك الثغرة التي عبرت منها مياه الطوفان قاذفة بكل ما كان يحتقن به المجتمع في وجه الجميع. جاؤوا وحكموا باسم الفقراء ثم غاصوا في نعيم الرأسمالية في بورجوازية الدولة و تنكروا لهم، فغابت العصمة عنهم حتى على مستوى دولة عظمى كالاتحاد السوفييتي.‏

كل الحراك في الساحات العربية هو غضبة الفقراء! لكن ذلك لا يعني أنني لا أرى حقوقاً سياسية وإنسانية وراء هذا الحراك، صورته المثلى أن غياب الحقوق السياسية و الإنسانية منع الفقراء من الاحتجاج العلني على فقرهم، لكنني أرفض أن يسرق المثقفون ولاسيما منهم الشيوعيون المتطهرون من مبادئهم بإعلان ليبراليتهم الجديدة، والدينيون الطائفيون، والفاسدون الكاذبون، من الفقراء غضبتهم.‏

الفقراء لايمكن احتواؤهم ببرامج قزمة ارتجالية للتوظيف والتشغيل، ولا بقسائم توزيع السلع الاستهلاكية الضرورية عليهم، ولا ببرامج تستغل غضبتهم للوصول إلى السلطة، بل بالتحالف معهم على أساس ضمان كامل حقوقهم في الحرية والديمقراطية الحقيقية التي تمنع إخضاعهم لقيادة الاستغلال والفساد والسرقة. وفيما تطرحه بعض المعارضات من أقوال لا ترقى أبداً لبرامج، محاولة سافرة لسرقة غضبة الفقراء، وسيرون يوماً أن تلك الغضبة لم تكن أبداً لدعم ما يتقولون به.‏

مع الحرية لا بد من الرغيف، ومع الديمقراطية لابد من الشغل، ومع الثقافة لا بد من الصدق.‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 666
القراءات: 968
القراءات: 951
القراءات: 936
القراءات: 976
القراءات: 1015
القراءات: 1022
القراءات: 1001
القراءات: 1101
القراءات: 1113
القراءات: 1047
القراءات: 1088
القراءات: 1059
القراءات: 1103
القراءات: 1356
القراءات: 1247
القراءات: 1144
القراءات: 1166
القراءات: 1224
القراءات: 1223
القراءات: 1235
القراءات: 1248
القراءات: 1242
القراءات: 1302
القراءات: 1304

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية