والتصريح الأول لأي مسؤول أميركي يقف أمام أعضاء (الإيباك) الذراع الصهيوني في الولايات المتحدة ليكسب ود اللوبي اليهودي والكيان الإسرائيلي.
ولطالما كان هذا الأمن على رأس جداول وأجندات مؤتمر «هرتسليا» الذي يبحث في دعم هذا الأمن وطرق تجنيبه الاختراقات من مختلف الجبهات العربية المجاورة لفلسطين المحتلة أو تلك البعيدة قليلاً في الجوار الإقليمي.
وعلى مدى ستة عقود ونيف من الزمن حاول الكيان الإسرائيلي أن يكرس في أذهان جمهوره وكذلك لدى العرب والعالم أيضاً بأن أمنه مضمون وأن سلاحه النووي يحميه وأن أحداً لايستطيع أن يقهر جيشه الذي صوره قوياً جداً، وتغنى بنظرية الأمن الوقائي في الحاضر والمستقبل إلى أن جاءت حرب تشرين التحريرية لتشكل نقطة جوهرية في ضرب الأمن الإسرائيلي ومفاهيمه المزيفة ثم جاءت انتصارات غزة ولبنان لترسخ المبدأ ذاته .
وتأتي حادثة الطائرة من دون طيار التي تمكنت من اختراق أجواء فلسطين المحتلة وتحدي قوة الردع الإسرائيلية المزعومة من خلال تحليقها لمسافات طويلة فوق المستوطنات الصهيونية ومعسكرات قوات الاحتلال قبل اسقاطها لتؤكد أن هذا الأمن المزعوم بل «المهزوز» يمكن اختراقه في أي لحظة، وأن الهالة التي صنعتها إسرائيل حول جيشها الذي لايقهر وقوتها الأمنية التي لاتهز هي مجرد أوهام لاتسمن ولاتغني من جوع..
ahmadh@ureach.com