تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أن تصل متأخراً

معاً على الطريق
الاثنين 25-7-2011
ديانا جبور

أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً، لافتة طرقية تؤدي أحياناً ضد ما ترمي إليه إن تم التقيد الحرفي بكلماتها، فأن تصل متأخراً لايعني أبداً أن تصل بعد أن يفقد الحشد الأمل بحضورك،

فيرتبون شؤونهم على أساس الغياب، ليصبح معه الحضور عبئاً، أو فائضاً عن الحاجة، ولا يعني أن تسير ببطء في منتصف اتوستراد دولي، فعدا أنها معرقلة، قد تكون مميتة، لأن الآخرين على الطريق نفسه يضعون في حسبانهم أن لهذا الفضاء الدولي حداً أدنى للسرعة يفترض أن السابقين التزموا بها، وإلا فإنهم سيصبحون سبباً وهدفاً أمامياً لحوادث الاصطدام.‏

سورية بلد رائد على صعيد الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي تنطلق من المساواة وسواها من مبادئ حقوق الإنسان وهو ما نجده في الدستور الذي نص على مساواة المرأة والرجل، ما وضعنا في قلب الطرق الدولية، لكن علبة السرعة خذلتنا.‏

علبة السرعة وأعني بها القوانين قيدت حق المرأة المساوي بالمطلق للرجل في الحقوق والواجبات، فاستثنتها من حقها بإعطاء جنسيتها لزوجها وأبنائها.‏

حالة دستورية ستصبح من الماضي إن تلافت لجنة صياغة قانون الجنسية الحيف الذي لحق بالمرأة السورية وأسرتها وهي عماد المجتمع وصورته.‏

لم يعد ممكناً الآن وبعد عقود من الانتظار إصدار قوانين منقوصة، لأن الظامئ لن ترويه قطرات من ماء يراه محبوساً خلف حواجز ربما اصطنعها، مثل الخوف من إرباكات إدارية تنجم عن حصول أبناء الأم السورية على الجنسية أو الخوف على الفلسطينيين من التفريط بحق العودة، أو مخالفة قرارات لجامعة الدول العربية بما يخص التوطين والخلط المتعمد مع التجنيس.‏

بدءاً نذكر بقاعدة عدم سريان القانون الجديد بأثر رجعي إن كان فيه مضرة، أما المنفعة فلا يحرم منها السابقون على إصداره، وعن الإرباكات نقول عنها ستزداد وتتضخم كلما طال الزمن دوننا والحل الآتي بالتأكيد، ثقة يمليها الدستور والنواميس والمبادئ العالمية والاتفاقات الدولية.‏

أما بالنسبة لحق العودة، فإن نظرة سريعة على مواثيق الأمم المتحدة تؤكد أن حق العودة والتعويض مضمونان بغض النظر عن أي جنسية أخرى يحملها الفلسطيني، لكن المشكلة في تطبيق قرارات الشرعية الدولية.‏

يبقى التضامن العربي والالتزام بقرارات جامعة الدول العربية:‏

أوصى قرار الجامعة للعام 1955 أن تؤمن الدول العربية فرص عمل للاجئين الفلسطينيين في أراضيها مع الاحتفاظ بجنسيتهم الفلسطينية، ثم عادت وخولت الدول العربية بمعاملة اللاجئين الفلسطينيين بموجب المعايير والتشريعات الوطنية التي ترتئيها الدولة المضيفة.‏

إذاً فالالتزام بقرارات الجامعة متحقق إضافة إلى أننا لانبحث توطين الفلسطينيين، بل تطبيق المرأة السورية حقها الدستوري في أن تمنح جنسيتها لأبنائها، سواء تزوجت بفلسطيني أم من أي طينة كان.‏

لننتبه إلى أن تجزئة الإنجازات قد يبدو تفتيتاً لها.‏

dianajabbour@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  ديانا جبور
ديانا جبور

القراءات: 1071
القراءات: 1073
القراءات: 1007
القراءات: 1164
القراءات: 1131
القراءات: 1459
القراءات: 1623
القراءات: 1828
القراءات: 1451
القراءات: 1309
القراءات: 1593
القراءات: 1512
القراءات: 1588
القراءات: 1672
القراءات: 1333
القراءات: 1404
القراءات: 1380
القراءات: 1714
القراءات: 1677
القراءات: 1619
القراءات: 1575
القراءات: 1266
القراءات: 1384
القراءات: 1522
القراءات: 1620

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية