ألم يصل بنا الوضع إلى هذه المرحلة.. ألم ندخل بحالة بتنا فيها نتحدث عن الإصلاح، الذي قطع شوطاً متقدما.. وهم يردون بالقتل والتدمير والتفجير.. بعد كل ذلك ألم يقتنع من يشكك - حتى الآن - أن من يخرج إلى الشارع مستهدفاً المواطنين في سفرهم ومنازلهم ومحالهم غير جاد بالحوار.. وبأنهم لا يريدون حواراً أو إصلاحاً.. فهم لا يعرفون لغة سوى الحزم .. وعلى الجهات المعنية مخاطبتهم بها.
رب قائل إنهم أبناء الوطن.. وعلى الوطن استيعاب الجميع.. أو انه لا بد من إظهار حقيقة ما يجري في الداخل إلى الخارج.. ونحن نؤكد ذلك ونقول.. عندما يصبح الولد عاقاً وخارجاً عن آداب الأسرة لا بد من إرشاده، وإن لم يفعل فلا بد من معاقبته.. أما الغرب فإذا لم يقتنع طوال أشهر _ وهو لا يريد ذلك_ بأن ثمة مجموعات إجرامية تروع وتعتدي فانه لن يقتنع ولو «وضُعت الشمس في يمينه».
أكثر من أربعة أشهر « والوطن» يبحث عن مبرر أو نقطة ايجابية في تلك اللوحة أو الصورة التي يرسمها ساكنو الشوارع في كل جمعة.. لكن على ما اعتقد فان أحداث اليومين الماضيين وما قامت به عصابات الإجرام خاصة في حمص أكمل لوحتهم.. وأكد أنهم يحاولون رسم صورة سوداء قاتمة لوجه الوطن.. وسماء رمادية ترفرف فيها أعلام لم تألفها يوماً سماؤنا الطاهرة.
لأنه الوطن..عزيز غال.. ولأنه أنبل وأكبر من جميع المؤامرات التي تحاول النيل من كرامته.. فهو يرفض زمر الفتنة .. ورؤية دم أطفاله ونسائه وحُماته يراق في الشوارع..لأنه كل ذلك لا بد من تطهير «جسده» والقضاء على أي جسم يحاول إنهاكه.