غابت إلى حد كبير أنشطتنا الثقافية باستثناء تلك المحاضرات الروتينية التي تأتينا عبر بوابة مراكزنا الثقافية التي تستحق جائزة المحافظة على تقاليدها العريقة الثابتة منذ دهر، رافضة السير نحو المغامرة بروح عصرية ربما خوفا من خسارة جمهور لايتجاوز غالبا أصابع اليد الواحدة...!
بعض المحافظات تستمر في مهرجاناتها وفعالياتها.. مثل مهرجان ليالي وادينا بوادي النضارى، ومهرجان طائر الفينيق في طرطوس.. وبعض الأنشطة الفردية الموسيقية والتشكيلية.. وأحيانا المسرحية...
عدا عن هذه الفعاليات المتناثرة.. فإننا نعيش فراغا ثقافيا يبدو وكأننا اعتدنا هذا الغياب...، هل هو نوع من الانسحاب الصيفي، خلف فراغا يحاول البعض تعبئته لتبدو أنشطتهم هزيلة لاتكرس سوى ثقافة لاتزال تهتز بين ماض قريب وبين آني مرعب، كل مافيه يفترس مخلفات ذلك الماضي تاركا إيانا في مهب ريح قوية أي بوادر لفهم يقيني تبدو بعيد المنال...
أنشطتنا غالبا لايبدو أنها فهمت المرحلة.. تحاول الاقتراب من واقع مرير ولكنها ليتها لم تفعل إذ أنها تبدو كدرامانا التي غمرتنا طيلة شهر رمضان ببؤس جعل أرواحنا تهلع، بعد أن عجزت كوارث الواقع عن فعل ذلك بنا..!
أنشطتنا لاتزال ماضية في غيها، رافضة أي تعرية لواقع هدام، غارقة اما في فردية وذاتية أو روتينية منفرة.. ومع ذلك تأتينا بطريقتها تلك التي تريد أن تنتزع منك اعترافا بإبداع لايراه سوى صناعها.. متناسية ليالي الوجع، متناسية كل تلك اللوعات التي تحملها أنات جموع بشرية لايبدو أن أي تاريخ مهما تقادم سيتمكن من إسكاتها..!
soadzz@yahoo.com