والعالم بدأ ساسة الغرب يتحدثون عن أهمية صياغة وتشكيل ما اسموه تحالفاً دولياً ضد الإرهاب ، بمشاركة دول الإقليم ممن يضعها الغرب في خانة الأصدقاء أو الحلفاء وهو التعبير الملطف لتوابعه السياسية واللافت - وهو ما يدعو الى الاستغراب - أنهم يتحدثون عن حرب على داعش وغيرها من تنظيمات إرهابية ويتجنبون الحديث عن الدور المحوري لسورية وجيشها وشعبها في ذلك وأهمية التنسيق مع قيادتها السياسية في إطار أي استراتيجية فعالة وناجعة لتتبعه والقضاء عليه .
إن عدم الاعتراف بالحقائق ومحاولة تجاوز الدور المحوري للجيش السوري أو عدم احترام إرادة القيادة السورية أو المس بالسيادة السورية سيكون خطأ جسيماً ونقطة ضعف قوية في أي مقاربة واقعية لمواجهة تلك التنظيمات الإرهابية سيستفيد منه حتماً تلك التنظيمات لتستمر في تمددها وارتكابها شتى أساليب القتل والتدمير والتهجير والإبادة بحق أبناء المناطق التي يسيطر عليها التنظيم ، بغض النظر عن أي شكل من أشكال الانتماء الديني أو العرقي وغيره من مكونات أبناء شعوب المنطقة التي اتسمت تاريخياً بخاصية التعدد المنسجم المتناغم والمبدع .
لقد استفادت التنظيمات الإرهابية من حالة الخلاف والصراعات والتناقضات الحاصلة بين حكومات دول المنطقة وصراعاتها السياسية ؛ فوجدت فيها الفرصة المناسبة كي تتمدد وتستطيل وتحقق كل ما حصلت عليه من مكاسب على الارض ما وفر لها مصادر التمويل غير الشرعية من نهب للثروات وسرقة للمحاصيل وبيع للنفط ، ناهيك عن الدعم المالي واللوجستي والعسكري الذي تحصل عليه من ممولين كبار في دول الخليج إضافة لحكوماتهم المرتبطة عضوياً مع الولايات المتحدة الامريكية ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة ولاسيما حماية الكيان الصهيوني الذي يعتبره الساسة الامريكيون جزءاً من منظومة ما يطلقون عليه الأمن القومي الامريكي .
إن الذي جعل هذه التنظمات الإرهابية - أياً كانت الأسماء والعناوين المخادعة التي تختبئ خلفها - على هذا المستوى من القوة والتأثير والنفوذ هو بالاضافة الى ما تم الاشارة اليه هو اتباع الغرب سياسة الكذب والنفاق والتضليل بشأن حقيقة علاقته معها وارتباطها باستراتيجياته ومصالحه الضيقة وسعيه الواضح لاستثمارها سياسياً وتوظيف إرهابها وقتلها اداة ووسيلة لتحقيق اهداف سياسية تتعلق في جانب منها بتصفية حسابات سياسية مع بعض انظمتها التي لا تدور في الفلك السياسي الامريكي وتناصب الكيان الصهيوني التوسعي العداء وتقف في خط المواجهة التاريخية معه وتدعم المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان وحيثما استلزم الأمر ذلك في اطار تعريف العدو من الصديق .
لقد بدأ الاعلام الغربي وبعض القوى العاقلة في دوله يتحدث بصوت عال عن حقيقة أن لا حرب على الإرهاب في المنطقة دون تنسيق وتعاون واضح وجلي مع القيادة الوطنية والشرعية في سورية والقوة الضاربة بمواجهة الارهاب ألا وهي الجيش العربي السوري وقواته المسلحة الباسلة التي كسرت شوكة الإرهاب وقصمت عموده الفقري ، ونحن على ثقة بأن منطق الأشياء والمصالح العليا لدول العالم وفي مقدمتها دول المنطقة المتضرر الأكبر من شروره ستتقدم على أي هوى سياسي أو مصالح ضيقة ؟
khalaf.almuftah@gmail.com