وإيجاد الطرق الناجعة لتوفير الوقت والجهد لإنجاز المعاملات او تسديد الذمم المالية, كلها مؤشرات تدل على الإصرار للتخلص من حالات الترهل في هذا المضمار, والاستفادة من الحواسب في هذا المجال يسهل من الحجم الكبير في استخدام الورقيات المطلوبة في معاملات كثيرة لايمكن الاستغناء عنها لأي منا.
إن موضوع الورقيات والتواقيع لأي وثيقة نريد الحصول عليها يجعلنا في دوامة لانحسد عليها, ومما لاشك فيه ان الاسباب هي التأكد من البيانات وصحتها وخصوصاً في المعاملات العقارية التي تتطلب الدقة حول المعلومة المطلوبة لتوصيف الحالة.
إن تجاوز هذا الواقع يتطلب إيجاد وسائل عملية أكثر تتناسب والمعطيات التي استجدت في الواقع الإداري والعمل المؤرشف من جهة والتطور المتسارع في التقنيات لتخزين المعلومات عن طريق الحواسب التي بمقدورها أن تفي بالغرض وتجعل المواطن يستغني عن المصنفات الضخمة والتجوال بها بين الجهات التي يجب ان توقع وتختم وتدقق على الثبوتيات والبيانات,والخوف الدائم من ضياع هذه الاوراق اثناء تنقلها, اضافة الى معاناة حقيقية في الارياف حيث تباعد المسافات بين القرى والمناطق ,والانتقال الى مركز المحافظة يجعلك في كثير من الاحيان تستغني او تؤجل إنجاز معاملة أنت بحاجة اليها.
التخفيف من حدة الروتين وعامل الوقت أضحيا من الامور الملحة التي تمليها ضرورات اجتماعية واقتصادية عبر استثمار المعلومات بالشكل المعقول, خصوصا أن عامل الوقت أضحى مهماً للجميع , فحتى تحصل على أي وثيقة عليك ان تستعد لهذا الموضوع نفسيا وأخذ اجازة من عملك لتبدأ التعرف على الجهات التي تريد توقيعها على وثيقتك, والملفت للنظر انك ترى معقبي المعاملات اينما توجهت يعرضون خدماتهم ,وما عليك الا ان تكون كريماً حتى تنجز معاملتك بسرعة ,أو عليك الانتظار طويلاً.ويمارس البعض منهم استغلال حاجتك بطرق مختلفة ومتنوعة بدءاً من أسعار المصنفات او تصوير المستندات وصولاً إلى إنجاز المعاملة حتى يخيل اليك ان موضوعك صعب المنال اذا لم تستجب لإرشاداتهم وتوجيهاتهم.
هذه المظاهر المرضية لابد من التخلص منها عبر آلية واضحة تحتم على الجميع التقيد بها دون استثناء بعيداً عن مظاهر الابتزاز ومنظر معقبي المعاملات وطاولاتهم المنتشرة أمام الجهات التي يأتي المواطن اليها لإنجاز الاوراق المطلوبة, تعطيك مثالاً واضحاً على ضرورة تطبيق النافذة الواحدة عبر اختزال جهات متعددة بجهة واحدة تتولى الامور بشكل يوفر الوقت والجهد وهذا اصبح مطلوبا في قضايا كثيرة عند تسديد الذمم المالية في دفع فواتير الكهرباء والماء والهاتف.
معالجة هذا الواقع تتطلب تنسيقاً وتناغماً بين مختلف الجهات وأن تعلن الجهة التي تريد البيانات قيمة جميع المصروفات من طوابع واجور بريد وغير ذلك وتطلب من صاحب العلاقة وتريحه من التجوال من مكان لآخر, وتقوم بمخاطبة جميع الجهات والحصول على المعلومات المطلوبة ويتم تحديد فترة لإنجاز المعاملة خصوصاً بعد توفر التقنيات المساعدة التي يفترض أن تسهل الوصول الى جميع المعلومات المطلوبة وهذا يتطلب عملية ربط حقيقية عبر الحواسب بجهة واحدة تتولى اختزال الوقت والزمن,وبهذه الطريقة نكون قد ساهمنا بالحد من بعض الظواهر التي تشكل واقعاً لابد من تجاوزه بشكل مبسط وسهل.