وصولا إلى الأمم المتحدة حيث كشف بالأمس عن رسالة التأنيب التي وجهها الأمين العام إلى مندوبه في لبنان مايكل وليامز لأنه اتهم اسرائيل بالمبالغة باستخدام العنف ما أدى إلى استشهاد أكثر من عشرة فلسطينيين ممن حاولوا تجاوز الشريط الحدودي في 15 أيار بذكرى النكبة, في خطوة كانت ستبدو مستحيلة قبل الثورات العربية التي أطلقت مارد الشعوب من قمقم الخوف .
جنوب السودان وبعد عقود من الإهمال والتهميش والتجييش صار دولة مستقلة, لكن دون بنى ومقومات ومؤسسات أو اقتصاد رغم غزارة الموارد, فحضر الثعلب وفي ذيله احدى سبع لفات, وتم الإعلان عن تعاون واتفاقات وتعهيد مشاريع مدفوعة الثمن وفوقها امتنان وشكر ورفع العلم الاسرائيلي إلى جوار علم الدولة الوليدة .
استغلال اقتصادي وتهميش سياسي واحتقان اجتماعي أدى إلى استنساخ دولة جديدة تلقفتها الحاضنة الإسرائيلية .
حاضنة تنعش الدول الجديدة وقد تمتد أنابيبها سياطا لتكبيل دول عريقة, لكن المهم أن يكون هناك اختناق, والأفضل أن يكون اقتصاديا, وهكذا نجد اليونان الدولة الأعرق والأقرب إلى العرب جغرافيا وعاطفيا وفكريا, تمنع قافلة مساعدات إنسانية من الانطلاق من مرافئها إلى غزة .
منع لا يمكن فهمه وتفسيره لولا خطر الانهيار الاقتصادي الوشيك وقد لجمته قوى كبرى ستتحول إلى مرجعيات اقتصادية فسياسية وأخلاقية .
«الربيع العربي» واعد, لكن البراعم تحتاج التحصن من خطر متلون متنكر بواحدة من سبع لفات موهت الذيل أو الرأس, لكن الثعلب واحد ولا يعنيه إلا أن يمر .
dianajabbour@yahoo.com