تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أزمة السكن والسـكان

معاً على الطريق
الخميس 4-8-2011
عبد النبي حجازي

في مطلع السبعينيات ألقى الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة خطاباً على الشعب التونسي نقله التلفزيون ومما يلفت النظر فيه قوله

« تأكلون الهريسة (الحرور) وتنامون مع نسائكم وتجيبون الذراري (الأطفال) ووكّلهم (أطعمهم) يا بورقيبة» وهو ـ كما نرى ـ رأي حصيف بأسلوب شعبي فيه تحريض على تحديد النسل للمحافظة على اقتصاد البلد .‏

كما أنه يتوافق بشكل ما مع ما جاء في القرآن الكريم سورة التكاثر «ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر..» وإن كان بعض رجال الدين يحملون كلمة (التكاثر) التي تعني زيادة المواليد معاني أخرى كثيرة .‏

منذ أيام رأيت على الشاشة مقابلة أجريت مع رجل من السودان يعمل في ليبيا يناشد أهل النخوة أن يساعدوه على إنقاذ طفله المصاب بمرض عضال غير مألوف، ولفت نظري أن لهذا الرجل عشرة أطفال ! أصابتهم ظروف الحياة بالهزال، تحتضنهم أمهم وكأنهم الصيصان (أفراخ الدجاج) ولا أظن أن سبباً لهذه الكثرة إلا أن الزوجين يتركان الحبل على الغارب في كثرة الإنجاب ويتورعان من الإسقاط بعد الحمل . وما أكثر الأسر المثيلة على مدى الساحة العربية . إن معدل الأسرة العربية بشكل عام هو 5,04 وهو يتباين بين أسرة وأخرى وبلد وآخر بسبب ظروف الحياة والوعي الاجتماعي .‏

على مدخل مدينة (اتلنتا) عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية لوحة إلكترونية بارزة مكتوب عليها تعداد السكان في اللحظة الراهنة وإذا دققت فيها ترى هذا العدد ينقص واحداً أو اثنين حسب الوفيات أو يزداد واحداً أو اثنين حسب الولادات . وبالمناسبة فإنها مدينة المناضل الزنجي الشهير (مارتن لوثر كنغ) ورمزها (الخوخة) والشوارع التي تتخللها شمالاً وجنوباً تسمى (الخوخة 1) (الخوخة 2) ... ويكثر فيها الزنوج وفي الأمسيات تمر السيارات بالخوخة 1 وترى الزنوج والزنجيات يضعون أولادهم بها ويغنون .‏

بعد هذا التمهيد السريع نعود إلى مايشغل العالم الآن ويقلقه وهو المجاعة وتفشي الأمراض في سكان دول القرن الإفريقي لسببين رئيسين هما: ـ الجفاف وهو كارثة طبيعية قضت على المواشي والزراعة ومياه الشرب ـ الحروب الأهلية والصراعات بين القبائل والتنافس على السلطة وهو من صنع الإنسان الذي يوجه الطعنات إلى نفسه . وتتنادى بعض المنظمات الإنسانية والدولية وهيئة الأمم المتحدة وبعض دول العالم بإقامة جسر جوي زيادة في الحرص والاهتمام بتقديم الغذاء والماء والدواء لإنقاذ هؤلاء الذين يبدون كالأشباح ، والذين يموت بعضهم في أحضان أمهاتهم أو من يئست منه أمه فتركته على قارعة الطريق لتنقذ غيره.‏

إن دول القرن الإفريقي خمس هي: جيبوتي والصومال وأرتيريا وكينيا وإثيوبيا، أما الصومال وجيبوتي فهما عضوان في الجامعة العربية , عدد سكان جيبوتي (460,700) ولغتها الرسمية هي اللغة العربية واللغة الفرنسية! وعدد سكان الصومال (9,832,000) ولغتها هي الصومالية والعربية .‏

للمعلومات إليك إحصاءات حية أي بتاريخ اليوم وهي :‏

ـ عدد سكان العالم (6,981,416,000)‏

ـ عدد المواليد (77,667,000)‏

ـ عدد الوفيات (33,171,000)‏

ـ عدد الموتى بسبب الجوع (3,510,000)‏

ـ عدد الموتى بسبب سوء التغذية (930,906,000)‏

anhijazi@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2147
القراءات: 1085
القراءات: 1094
القراءات: 1082
القراءات: 1285
القراءات: 1110
القراءات: 1045
القراءات: 1331
القراءات: 1298
القراءات: 1150
القراءات: 1681
القراءات: 1207
القراءات: 1769
القراءات: 1249
القراءات: 1205
القراءات: 1305
القراءات: 1244
القراءات: 1327
القراءات: 1309
القراءات: 1321
القراءات: 1537
القراءات: 1695
القراءات: 1483
القراءات: 1401
القراءات: 1833

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية