تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تخفيض الأسعار

على الملأ
الخميس 4-8-2011
منير الوادي

رمضان شهر الخير والتسامح والمحبة، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار..

فضائل هذا الشهر الكريم لا تعد ولا تحصى، وجعل رب العباد هذا الشهر خاصا به بقبول الصيام والحساب ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ).‏

لكل هذا ولغيره هل تبادر الفعاليات الاقتصادية من صناعيين وتجار إلى تخفيض أسعار المواد الاستهلاكية الغذائية وغيرها؟‏

قد يكون الطرح مستغربا في ظل هذه الظروف التي تسببت بالضرر للجميع، ولأجل هذا أطلب من الفعاليات المبادرة إلى تخفيض أسعار سلعهم، لأن الغلاء استفحل وأصبح خارج قدرة الكثير من المواطنين وخاصة أصحاب الدخل المحدود، فلا يوجد سلعة إلا زادت أسعارها وبشكل غير مسبوق، ومؤشر الأسعار إذا كان صحيحا فإنه سيسجل أرقاما قياسية يصلها للمرة الأولى في تاريخ سورية..‏

الحديث عن ارتفاع الأسعار له أسباب داخلية وخارجية، وبغض النظر عن هذه الأسباب ومن يتحمل مسؤوليتها، فإن الجميع مدعو اليوم للبحث عن وسائل تخفض هذه الأسعار، مهما كانت النتائج المادية المترتبة على هذا التخفيض، فالنتائج المتوقعة من الغلاء أشد قسوة من النتائج المادية المتوقعة من خسائر للتجار أو الحكومة..‏

الكثير من الأحاديث اليوم تدور حول هذا الأمر، وبالتأكيد الجميع يعرف ومطّلع على الواقع، فالأحاديث ليست سرية بل يتداولها الموظف في مكان عمله والعائلات في اجتماعاتها، وعدم التدخل رغم معرفة الواقع يعني الموافقة على ارتفاع الأسعار، بل وقد يعني التدخل لبقائها كذلك!..‏

المبادرة الايجابية بتخفيض الأسعار ننتظرها من الفعاليات في هذا الشهر على الأقل ضمن دعوة رحمة العباد ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )، وبما أن الفئات الأكثر ضررا هي أصحاب الدخل المحدود في القطاعين العام والخاص وغيرهم من الفقراء الأقل دخلا، فمن واجب هذه الفعاليات البدء بتوزيع منتجاتها على هذه الشريحة خاصة بأسعار مخفضة، أو زيادة الكمية مع المحافظة على السعر المحدد، وإذا تحقق شرط تمليك الفقراء لهذه المنتجات بسعر مخفض فيمكن اعتبار التخفيض من زكاة الأموال، وليس أفضل من شهر رمضان لإخراج الزكاة، وقد يكون أكثرها فضلا رمضان هذا العام، بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد..‏

أما من ناحية الحكومة فهي تملك بالتاكيد حلولا متعددة للظروف الاستثنائية، والظرف الحالي هو اكثرها استثنائية ولابد من طرح مبادرات مباشرة أكثر عمقا من التدخل الايجابي عبر مؤسسات الخزن والاستهلاكية وغيرها، فلا أعتقد أن حلولا مثل إلغاء الرسوم الجمركية على جميع المواد المستوردة الأساسية للمستهلك خلال هذا الشهر سيجعل الخزينة فارغة، أو إعفاء الفعاليات الاقتصادية من الضرائب والرسوم عن هذا الشهر إذا بادرت هذه الفعاليات إلى تخفيض أسعار السلع، أو اي حل آخر لم يكن مطروحا سابقا حتى لو كان خارج الأطر المعهودة..‏

ما تمر به سورية استثنائي وهذه الاستثناءات تحتاج حلولا استثنائية، والخسائر المالية والمادية مهما كانت كبيرة ستبقى أقل أهمية من غيرها، بل ويمكن تعويضها لاحقا من أبواب أخرى..‏

w.momeer@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 منير الوادي
منير الوادي

القراءات: 1741
القراءات: 937
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 934
القراءات: 1030
القراءات: 909
القراءات: 980
القراءات: 935
القراءات: 1051
القراءات: 1012
القراءات: 1172
القراءات: 1093
القراءات: 1247
القراءات: 1191
القراءات: 1073
القراءات: 1120
القراءات: 1113
القراءات: 1661
القراءات: 1006
القراءات: 1155
القراءات: 1334
القراءات: 1195
القراءات: 1300
القراءات: 1263

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية