وما يخفي وراءه من فساد و محسوبيات وأمراض اجتماعية تعطل تنمية المجتمع وحصول أفراده على حاجاتهم الأساسية ..
وإذا كان نشاط الحكومة ومنذ الأيام الأولى لتشكيلها واضحا في تكثيف اجتماعاتها المتواصلة والنوعية لاسيما أولويات ملف الإصلاح الذي تمخض عنه إنجاز مشاريع قرارات هامة لمستقبل سورية . فإن الجانب الآخر المهم جدا هو الزيارات الميدانية للوزراء لمعاينة الواقع بعيدا عن التقارير الرسمية من المديريات بالمحافظات لأنها قد تخفي الأخطاء أو تجمل الواقع ..وهذه الزيارات قد تكون مرهقة لكنها ضرورية في هذه المرحلة بالذات حيث ينجم عنها حل فوري للمشكلات العالقة والتي كانت تعجز عنها البلديات ومجالس المحافظات لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بالروتين أو بضعف الامكانيات الفنية والمادية أو حتى نتيجة التراخي والكسل والفساد ..
وقد تكون هموم الناس أشياء صغيرة لكنها مهمة وكبيرة في حياتهم اليومية ولا تلقى الحل الشافي منذ سنوات طويلة ..فقد نجد في قرية أن مشكلة رغيف الخبز وسوء صنعه مشكلة المشكلات وفي قرية أخرى نجد سوء توزيع مياه الشرب بين حي وآخر أو العجز عن شق طريق صغير لا يتجاوز طوله بضع أمتار وقد نجد غياب دورات المياه عن مدرسة أو عدم وجود طبيب في مركز صحي ..
ومثل هذه الهموم حلها بسيط وفوري بالنسبة للوزير المعني الذي يمثل الحكومة وله صلاحيات واسعة باتخاذ قرارات فورية كتخصيص معونات مادية أو فنية أو معاقبة موظف سيء ومكافأة الجيد لتحسين مردوده ..
وما رشح عن نتائج الزيارات الميدانية يعكس نجاح فكرتها كأسلوب عمل حكومي بعيدا عن مركز العاصمة ووصولا لأبعد نقطة في المحافظات بما تتيح اللقاء المباشر مع المواطنين في أماكن عملهم وإقامتهم إضافة لتفقد المشاريع والمؤسسات الإنتاجية والخدمية .
إذن ..لتتواصل الزيارات الميدانية للسادة الوزراء ضمن فريق حكومي أو بشكل فردي ..وإذا كان لابد من التحضير المسبق لجدول أعمالها ومواعيدها ، فإن ذلك لا يمنع أن تكون مفاجئة أيضا لتعطي نتائج أفضل ..كما أن المتابعة لهذه الزيارات تكرس أسلوب عمل نوعي إضافة لأن الإعلام سيكون شريكا مهما في التغطية المباشرة لهذه الزيارات ..
وبالنتيجة .. فإن اللقاء الجماهيري وجها لوجه مع الوزراء سيترك أثرا إيجابيا عند المواطن ليشعر أنه شريك في صنع القرار ويزيد ثقته بحكومته التي تعمل من أجله بعدما كانت الحلقة بينهما مفقودة والثقة غائبة أو مغيبة وهنا مربط الفرس ..