تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسئلة موجعة ..!

الافتتاحية
الخميس 4-8-2011
بقلم رئيس التحرير علي قاسم

تصفعك المشاهد المريعة، وهي تلون الشاشات بكل هذه الكراهية والحقد، دون أن يستطيع أحد أن يجيب على سؤال واحد وسط زوبعة لاتتوقف، بل لاتتيح المجال لأي إجابة.

وتؤلمك أكثر حين يصرّ البعض على المداورة والنظر بعين معطوبة لا تريد أن ترى.!!‏

كل محاولات التفسير والاستنتاج والتحليل والقراءة عجزت عن الفهم.. أعلنت إفلاسها، وبدت جميعها خارج التداول، وبعيداً عن أي اقناع مهما تكن معطياته.‏

كل مايأتي بعدها ربما لم يعد مهماً -وهي تسجل سوابق في الاجرام تعيد إلى الذاكرة عهوداً من الظلامية القاتمة التي لاتقبل أحداً إلى حد الإلغاء، لاترى إلا تلك الحالة التي تستجير عبرها بلغة القتل الصادمة.‏

لنستعرض كل ماتحمله هذه المشاهد من احتمالات.. ولنقرأ تفاصيل كل احتمال..ولندقق في أبعاده، وفي كل ماينطوي عليه.. وفي كل ماقد يدخل في سياقه.. فهل سنصل إلى نتيجة؟!‏

من الصعب أمام هذا كله أن نستكين أو نقتنع بأن هذه اللغة الغريبة عن بيئتنا ومجتمعنا ووجودنا هي اللغة الأكثر رواجاً.‏

ومن الصعب أيضاً أن نتجاهل إلى هذا الحدّ تداعياتها ومخاطرها.. وأن يقف البعض في موقعه.. وخلف متراسه، يرمي كلمة هنا وأخرى هناك.. يسجل نقطة على هذا أو ذاك.. يرجح كفة هذه المسألة أو تلك.‏

مرة أخرى نقول: تعالوا نرقب مايجري.. نبحث في خلفياته وأهدافه.. في النوافذ التي تسرب منها أو الأقبية التي نفذ من خلالها.. ليصبح واقعاً يستجدي القتل وسيلة.. والإجرام أداة، والتشفي أسلوباً.‏

لن نختلف هنا على الحقيقة المرة.. بأنهم تسللوا إلى حيث يرغبون أن يصلوا بنا.. وأن يقودوا بعض ملامح وجودنا..وأن نصبح في هذا المشهد المرير والمريع والصعب وإلى هذا الحدّ؟!‏

لكن في الوقت ذاته لابد أن ندرك أن هذا الطريق المملوء بالدم.. ليس طريقنا.. ولا هو من عرفنا، لذلك لابد من إغلاقه.. ولابد من وضع نهاية سريعة له.. وكل الحشد العالمي لاينفع ولايوقف قطرة دم هنا.. ولانزيفاً هناك.. بل يلعق جراحنا.. يريد أن يرى دمنا تتقاذفه يد الغدر والارهاب، ليصفي حساباته القديمة والجديدة، وليعوض عجزه الدائم، ومع ذلك هناك من يشكك .. هناك من يريد ألّا يصدّق .. يبحث عن ذريعة ليوغل في ضغينته..‏

ألا يكفينا.. ألم يحن الوقت للفصل.. لإلغاء هذا التورم المرضي لدى البعض.. وهذه الاستطالات المؤذية الغريبة عنّا وعن مجتمعنا؟!‏

أسئلتنا الموجعة متخمة بكل هذه الآلام التي تعتصرنا.. لكن إجاباتها قد تكون أكثر إيلاماً، وأشد وهي تحاكي واقعاً أضاف إلينا كل هذه المشاهد التي تزيد من حدة صفعتها كلما أبدينا بعض التردد وكلما أفصحت بعض الأصابع عن نفسها وهي تنكأ جرحنا فينزف أكثر.‏

أمام تداعيات تبدو إلى حد كبير جزءاً من مشهد تديره بهذه الطريقة أدوات وتخططه أطراف أماطت اللثام عن نفسها وذاتها دون رتوش، أعلنها السفير الأميركي في دمشق وفعلتها رئيسة الدبلوماسية الأميركية، وسبقهما إليها رئيس الكيان الصهيوني..‏

نعتقد أنه بات لزاماً علينا أن نفصح وبوضوح عن خطواتنا..عن موقفنا.. عن تفاصيل تفكيرنا.. لأن المواجهة باتت أمراً محسوماً.. وهذا يقتضي في حدّه الأدنى أن نتعرف على موضع قدمنا.. وعلى موضع أقدام الآخرين.. وأن يكون الحيز الفاصل بين ضفتي المواجهة واضحاً حيث لا تخطئه العين.‏

حيّز انتظرنا طويلاً قبل أن نتبين مساحته وأن نحدد بدقة معالمه واتجاهاته.. وحان الوقت لنخرج من ذلك المشهد!!.‏

a-k-67@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية