تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حقل الألغام «الشرق أوسطي»

البقعة الساخنة
الاثنين 20-10-2014
علي نصر الله

كل الوقائع والمؤشرات باتت تؤكد أن منطقة «الشرق الأوسط» أصبحت حقل ألغام خطيرا للغاية ليس على أمن واستقرار المنطقة وحدها؛ بل على المحيط القريب والبعيد وصولاً إلى أوروبا وأميركا بسبب العبث الغربي المستمر والمباشر فيها منذ ما يزيد على ثلاث سنوات؛ اخترع خلالها الغرب وأميركا وأدواتهما غول الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش ومشتقات التنظيمات الإخوانية والوهابية والسلفية التكفيرية.

وإذا صح خبر استدعاء أنقرة للسفير الإيراني لديها لإبلاغه المفردات القاسية وغير الدبلوماسية؛ فإن ذلك يؤشر بوضوح إلى أن المنطقة ربما مقبلة على مراحل جديدة في التصعيد المتبادل بين دولها بما ينسجم مع الاستراتيجية الأميركية التي تدفع الجميع إلى الصدام والوصول إلى نقطة اللاعودة وبالتالي إلى المواجهة الحتمية.‏

وإذا استمر السجال المتصاعد بين النظام السعودي الفاسد؛ والجمهورية الإسلامية الإيرانية على خلفية قيام المملكة الوهابية بكل ما من شأنه أن يُصعد الوضع في البحرين واليمن فضلاً عن دعمها المرتزقة الإرهابيين في سورية والعراق؛ فإن ذلك أيضاً سيؤدي إلى تردي العلاقات بين البلدين لتبلغ ربما مرحلة القطيعة التي تسبق المواجهة.‏

وما يحصل من تأجيج سياسي وتجييش إعلامي للإساءة إلى العلاقات القائمة بين إيران والدول المجاورة لها؛ يحصل بالتوازي أيضاً مع سائر دول المنطقة بهدف الإساءة للعلاقات التي تربط كل بلدان المنطقة ببعضها البعض بهدف الوصول بالجميع إلى مرحلة لا يمكن لأحد أن يتحدث فيها للآخر أو أن يلتقي معه حتى على المشتركات والنقاط التي تجمع؛ في مقابل التركيز الأميركي - الغربي - الإسرائيلي على إثارة كل ما يُفرق ويُشتت.‏

زرع داعش وأخواتها في المنطقة ما كان ليكون لولا أن فعل تهيئة البيئة المناسبة لإنباته سبق عملية الزرع الأميركية، وبالتالي فإن تفكيك الألغام المزروعة التي حولت المنطقة حقلاً لها لا بد أن يبدأ من إدراك شعوب المنطقة ومجتمعاتها وقياداتها لأبعاد المخطط الأميركي - الصهيوني الخطير الذي يرمي إلى تفكيك المنطقة وتخريبها من الداخل؛ وبفعل ذاتي يقوم به أبناؤها.‏

وإذا كان من المستبعد أن تدرك مشيخات الخليج؛ والإدارة العميلة في عَمّان؛ والواهمون الحالمون باستعادة السلطنة العثمانية في أنقرة؛ خطورة الأدوار القذرة التي يقومون بها في إطار المشروع الأميركي الذي جعل من المنطقة حقل ألغام؛ وإذا كان من غير المتوقع أن ينسحب هؤلاء من المشروع الصهيو - أميركي، فإن الرهان سيبقى على صحوة وتحرك الشعوب والمجتمعات؛ وهو كفيل إذا نضج وحصل بوضع حد لجميع العابثين؛ وبتفكيك المشروع الخطير؛ وحقل الألغام وشيك التفجير.‏

ali.na_66@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية