ومع اني كنت اختار مواضيع تهمهم أجلتها سابقا.. إلا أنهم كانوا يسمعونني بربع اذن وبعضهم لايستمع إلي إطلاقا.. عيونهم لاتفارق الشاشة.. توترهم في اقصاه.. لاهين عن كل ماحولهم، وكأن مصيرهم معلق على تلك الكرة الصغيرة، التي يدور بها شباب يركضون متأخرين الى حلمهم وأملهم.. ليصبح امل السوريين جميعا..!
لم أكن الوحيدة التي لاتحتمل أعصابها قسوة الانتظار ورهابه.. بعض زملائي العالقين معي في امكنة عملنا التي أصرت على تغيير مواعيد الخروج تماشيا مع احداث المباراة ومافعلته بطرقاتنا الضيقة.. كانوا يدورون في المكان.. لايعرفون مايفعلون..!
الانتظار والترقب القلق بانتظار النتيجة، وما أعقبه من انكسار واضح للعيان لأولئك العائدين من ساحات التشجيع حاملين اعلامهم بارتجاف وحزن.. لدرجة بدت هي الاخرى ترتعش بين أيديهم..
في تلك الحظة لاشيء قادر على تهدئة روعهم.. حاول البعض الانتقال الى الاداء المميز للفريق، ومحاولاتهم المستميته رغم التعب الواضح للفوز.. ولكن امنية الانتقال الى المونديال الروسي، وشعورنا جميعا أننا رغم الحرب.. ورغم محاولات كسرنا.. لازلنا قادرين على التفوق والتميز.. بقيت حرقة في قلوبنا..!
في تلك اللحظات التي خفقت قلوب السوريين معا.. صرخت حين حققنا هدفا مبكرا.. وحبست دموعها حين تلاشت أمنيتنا الجماعية بالفوز.. اتحدنا من اجل هدف وحيد.. رفع راية سورية عاليا ليرى العالم كله فرادة شعبنا.. بعد حربه الخبيثة..!
ان كنا قادرين على فعلها رياضيا.. فهل بإمكاننا سحبها باتجاهات أخرى.. ؟
اذا كنا قادرين على كل هذا التعاطف.. والتكاتف وإلغاء الفروقات.. والتعامل مع الروح الوطينة بطريقة مغايرة.. ألا يفترض تعزيز هذه الحالة والاستفادة منها في مجالات أخرى مهمة اقتصاديا واجتماعيا.. وثقافيا.....سنكون في أمس الحاجة لها ونحن نحاول النهوض..
تكاتف يمنع عنا انتكاسات قد لانستطيع احتمالها بعد الآن..!
soadzz@yahoo.com