وجوبيه في مواقفه المعادية لسورية تجاوز حدود الغضب في تعليقه على إصدار المرسومين المذكورين، حيث اعتبر ذلك مستفزاً له ولجوقته وهنا لابد من القول إن ذلك يسعد كثيرا السوريين الذي يصنعون مستقبلهم بأيديهم وليس كما يبتغيه جوبيه وغربه «المتأمرك» والدائر في فلك أوهام الإرث الاستعماري البائد.
تصريحات جوبيه وغيره من المسؤولين الغربيين والأميركيين حول مشروع الاصلاح في سورية لن ولم توقف هذا المشروع وبالمقابل تعبر عن حقيقة ساطعة وهي أن الغرب وأميركا هم من وقفوا طوال العقود الماضية ضد الاصلاح والديمقراطية ليس في سورية فحسب بل في كل الدول العربية والمنطقة لادراكهم حقيقة مواقف شعوب المنطقة من سياسياتهم المعادية لهم والمحابية والداعمة للعدوان والاحتلال الإسرائيلي.
إن إصدار المرسومين المتعلقين بقانون الأحزاب والانتخابات بالصيغة الوطنية المعلنة أخرج المتربصين شراً بسورية عن طورهم فلجؤوا إلى مزيد من التصعيد في التصريحات والضغوطات ولسان حالهم يقول إن سورية يجب ألا تبني مجدها بنفسها أو أن تكون قدوة للآخرين الذين يمضون بالغوص في الفضاء الأميركي والغربي.
كان يفترض بالدول الغربية التي عمدت مع كل خطوة اصلاحية في سورية على توسيع عقوباتها ضد الشعب السوري أن تبدي ترحيبها على الأقل بمرسومي الأحزاب والانتخابات ولكن ما حصل كان العكس الأمر الذي يعزز قناعات السوريين أن هذه القوى الاستعمارية لا تهتم ولا تكثرت بما يحقق مصالحهم ويرسم مستقبلاً مشرقاً لهم وهذا مدعاة لمزيد من التعاضد والتعاون بين جميع أبناء الوطن لانجاز المشروع الاصلاحي على أرض الواقع بعد أن وضعت قاعدته النظرية والمعرفية الوطنية والقومية لتفويت الفرصة على كل الذين يحاولون بشتى الوسائل إعاقة هذا المشروع وحرفه عن مساره الطبيعي في الداخل والخارج.
فما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية ومن خلفها إسرائيل ضد سورية والمنطقة عموما خطير وينبئ بعواقب مستقبلية كبيرة على الواقع الجيوسياسي للمنطقة وكذلك على الصيغة الديمغرافية الجامعة لها والنجاح في مواجهة هذه الخطط التدميرية مرهون بمدى تعزيز الوعي الشعبي السوري لأهمية تحصين المجتمع ضد التدخلات الخارجية وكذلك الاستجابة لمتطلبات الخطط الاصلاحية المطروحة وخاصة إن الدولة اتخذت القرار دون رجعة على نقل سورية إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي والحزبي يعزز المشاركة الوطنية ويتلافى أخطاء الماضي.
من المتوقع مع تطبيق المشروع الاصلاحي في سورية أن نسمع لاحقا أن «جوبيه» وأمثاله وصلوا في التعبير عن مواقفهم المعادية للشعب السوري إلى درجة الهستيريا ومؤشرات ايصال مثل هؤلاء إلى هذه الحالة كبيرة وواضحة مع إصرار السوريين على المضي ببناء مستقبلهم بأيديهم ورفض ومواجهة كل من يقف أو يحاول عرقلة الانتقال بسورية الدولة والمجتمع إلى مرحلة وطنية جديدة عنوانها المشاركة الأوسع والأشمل في بناء الوطن وصناعة المستقبل المشرق.