تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جلـــد الـــذات

من داخل الهامش
الأثنين 8-8-2011
ديب علي حسن

كأننا اكتشفنا فجأة ودون سابق إنذار أن الإعلام صار السلاح الأمضى والأكثر تأثيراً في أي حدث يقع أو يراد له أن يقع، نعم كأننا نكتشف ذلك، وبالأصح كأن البعض فعلوا ذلك -اكتشفوا- لهذا تراهم ليل نهار وكلما دق الكوز بالجرة يحمّلون إعلامنا قسماً كبيراً من مسؤولية ما وقع، بل يذهب البعض الآخر إلى تقديم نقد جارح وربما تحميله مسؤولية ما يجري في بقاع الأرض كافة.

بالتأكيد يحق لأي كان أن يقدم النقد البناء والفاعل ليس للإعلام وحسب وإنما لأي شيء آخر.. ولكن هل يحق لمن لم يمسك صحيفة بيده منذ عقد من السنين، آو يرى شاشة سورية منذ شهور.. هل يحق لهؤلاء - الذين يتفاخرون أنهم لايرون إعلامهم - أن يوجهوا سهام حقدهم وليس نقدهم.. بل نذهب الى حدّ القول إن بعضهم يتقاضى راتباً من هذا الإعلام، وهو طوال سنوات لم يقدم له أي عمل.. ؟!‏

وثمة من تراه يردد دون أن يرف له جفن أن إعلامنا لا يعكس صورة الواقع الحياتي.. ؟!‏

ترى لماذا لا يعود هؤلاء الى وسائل إعلامنا المقروء والمرئي والمسموع، وأركز على المقروء ليجدوا أن الهم الحياتي والخدمي هو الطابع الغالب عليه، سواء في نقل الأخبار والشكاوى والتحقيقات، فقط قارنوا بين صحفنا وما تتابعونه من صحف عربية.. ولكن ماذا يفعل الإعلام إذا كان ثمة تواطؤ عند الكثيرين مفاده أن اكتبوا ما شئتم ونحن سنرد كما يحلو لنا، هذا إذا ردوا.. وثمة من يقول الآن: إن إعلامنا لا يعكس حقيقة ما يجري على الأرض.. ؟!‏

بصراحة مطلقة: هل عليه أن يكون عامل فتنة وينقل سفاسف مايردده من غرر به.. هل ينقل شتائمهم المقذعة.. هل علينا أن نسمم مجتمعنا بخزي ما يفعلون ليقال إننا إعلام..‏

ليس الأمر دفاعاً عن أحد، ولدينا الكثير مما يجب أن نقوم به ونفعله، وعلينا أن نطور أدواتنا، وقدرتنا على التواصل والتفاعل، ولكن دون إغفال واقع الحال، وعدم الوقوع في مطب جلد الذات وهو ما نراه الآن.. حددوا ماذا تريدون من الإعلام.. اعملوا أولاً .. تابعوا ثانياً، كونوا منصفين.. فهل تفعلون.. ؟‏

dhasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 784
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 841
القراءات: 781
القراءات: 654
القراءات: 855
القراءات: 756
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 724
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 811
القراءات: 777
القراءات: 802
القراءات: 721
القراءات: 768

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية