|
|
... على غرار الفحم الحجري معاً على الطريق الباقي تفاصيل: الأرض, السماء, النفط, البشر, عباءة يعرب بن قحطان! لعل بعضنا يذكر ما قاله صاحبنا الأميركي جون شتاينبك (صاحب... عناقيد الغضب): (بشر ويتمنون لو يعاملون على غرار الفحم الحجري). هذا حين كان يتحدث عن العاطلين عن العمل في كاليفورنيا في الأربعينيات من القرن الماضي... دائماً ثمة من يُستخدم قوتاً للأرصفة, ولو كانت أرصفة روتردام, وهي الأقرب إلى وجداننا القومي الحديث. لا فارق بين أن نصفق, أو أن ننحني, أو ألا نكترث, فكلنا, بطريقة أو بأخرى, وقود القيصر, ودون أن نلتفت حتى إلى ما يقوله توماس فريدمان بالذات, من أن الرئيس جورج دبليو بوش يتمنى لو يتم تعديل المادة 28 من الدستور كي يخرج من البيت الأبيض, حتى القيصر سئم من التراقص بين المستنقعات, والفضائح, والصدمات. وعندما يصف فريدمان البيت الأبيض بالمكان الذي يصلح الآن - وفقط - لليأس والهذيان, ألا يفترض بما تبقى من هذا العالم أن يتساءل, بل وأن يعترض, على أن تبقى الكرة الأرضية بين يدي رجل على تخوم الانهيار? على كل, حين زارت شخصية أجنبية بارزة المنطقة في الآونة الأخيرة, كان لها هذا الرأي: (قدر المستطاع نحاول أن نحد من هول الكارثة). هل يكفي هذا حين يكون هناك من يعمل على تحطيم العالم, وقد تحول إلى مخزن للخزف, بقدميه?... يستغرب فريدمان كيف أن دونالد رامسفيلد لم يستقل, وكيف أن ديك تشيني ما زال يتدرب, دون كلل, على تقليد الديناصور, فيما آخرون يتهاوون, إما بفعل الفضيحة أو بفعل الهزيمة: ريتشارد بيرل, بول وولفويتز, دوغلاس مايث, دوف زخايم, والآن كارل روف (النخاع الشوكي للرئيس) ولويس ليبي, وتوم ديلاي, وبيل فيست. من هم المجانين, إذاً, الذين سيبقون على كتفي العالم? مع ذلك بيننا - ونحن نعترف بالفم الملآن أننا في أسوأ أحوالنا - من يراهن على ذلك الخلاص: الحلم بأن نتحول إلى... فحم حجري! لاحظوا صيحات الابتهاج يطلقها أساقفة الكهوف, والمزارع الطائفية, وحوذيو العربات المطهمة, والراقصون (العراة, العراة, العراة) لأن من يعاملنا كما تعامل طواحين الهواء, أتى بعظام أفلاطون ليزرعها في عقر دارنا. ديمقراطية: أن يتقيأ الشيطان الدم... انظروا, ماذا غير الدم على ظهورنا?!. * كاتب وصحفي لبناني
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
