وآخرها الشعب الليبي الشقيق الذي لا يزال حلف الناتو يعبث ببلده غير مبال بمصير حكومته ومعارضته على السواء .
بوادر التدخل الخارجي التي عادة ما تبدأ على شكل نصائح وطلبات سياسية معينة، سرعان ما تتطور إلى أشياء أخرى أشد خطورة قد تصل إلى حد التلويح بالتدخل العسكري، وهو ما يحصل اليوم على شكل تسريبات سياسية واعلامية من هنا وهناك، لعل هدفها جس النبض، والترويج لهذا الخيار .
ان مثل هذه الاحتمالات حتى لو بدت بعيدة اليوم ومستبعدة، لكن مجرد طرحها للتداول ولو تلميحاً خاصة من جانب بعض المحسوبين على المعارضة في الخارج، يعكس استلابا فاضحا للتعقل والنضج السياسي فضلا عن أنه يلقي بشكوك عميقة حول حقيقة الانتماء الوطني لهؤلاء، لأن من شاهد ولمس ما جرى للعراق على يد تلك القوى ذاتها، وما يجري لليبيا اليوم، لا يمكن الركون إلى وعيه وانتمائه، بل يجب الطعن به وبشكل صريح.
لا يخفى طبعا أن البلاد تمر بأزمة وطنية، وثمة اجتهادات عديدة بشأن سبل الخروج منها، لكن من المؤكد أن استجرار التدخل الخارجي ليس هو خيار أي وطني شريف بغض النظر عن موقفه من النظام الحالي في سورية، لأن هذا التدخل خاصة اذا وصل إلى ذروته الخطرة، لا يمثل تهديداً لنظام ولا نصرة لمعارضة، بل هو تهديد حقيقي للوطن كله لن توفر شروره طرفاً دون آخر، بل سوف يعني في المحصلة كارثة كبرى تحيق بالجميع وستدفع أثمانها أجيال عديدة مقبلة.