من خلال إعلان بعض أصحاب الفعاليات السياحية والتجارية عن حسومات للإقامة في منشاتهم ومنتجعاتهم وحسومات عن السلع في مراكز البيع .
لا شك أن تخفيض الأسعار للإقامة في المنتجعات والفنادق والتخفيضات في المراكز التجارية بهدف تشجيع التسوق وكذلك تخفيض الأسعار في المطاعم إجراء مهم رغم أنه غير ملزم ولكن هذا الإجراء يمكن ان يعطي نتائج أنجع في حال ترافق مع تخفيض للضرائب وكلف التشغيل عموما على المنشأة السياحية بشكل مدروس.
المبادرات في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد مسألة مهمة غير أنها ضرورية خاصة في المجال السياحي الذي يعد من المجالات الاقتصادية الأكثر حساسية لأي حدث أو مشكلة قد تنشأ في المحيط المعني على أن تكون - أي المبادرات - منظمة ومتكاملة وقابلة للتنفيذ ضمن برنامج محدد.
الاهتمام بالسياحة الداخلية اليوم لم يأت ضمن استراتيجية محددة للحكومة أو وزارة السياحة بل جاء نتيجة لظروف استثنائية تمر بها البلاد أدت الى انحسار كبير ان لم نقل انعدام للقدوم السياحي من خارج الحدود- وهذا ليس سراً نبوح به بل هو واقع نعيشه, وبالتالي أن نشتغل على السياحة الداخلية والتشجيع عليها فهذا من المسلمات لتعويض جزء يسير من الخسارات التي سيلحقها الموسم السياحي الحالي بالاقتصاد الوطني فضلا عن الخسارات التي قد تلحق بأصحاب المنشات السياحية .
ولكن السياحة الداخلية تحتاج لان تكون تحت الضوء ليس في الأزمات فقط , وكذلك إطلاق البرامج والحسومات والمبادرات يجب أن يكون في جميع الأوقات والمواسم.. ولا نريد هنا التذكير بان السياحة الداخلية في سورية قبل هذه الظروف الاستثنائية كانت مرهقة للعائلة السورية ماديا فضلا عن ضعف الخدمات قياسا بالدول المجاورة على الأقل وأرقام الموسم الماضي شاهدة على ذلك .
وفي ظني: كلما زاد عدد السياح السوريين باتجاه الدول المجاورة كان ذلك على حساب السياحة الداخلية .. فهل نعير هذه المسألة في المستقبل الاهتمام المطلوب وبشكل استراتيجي لا تكتيكي .
H_shaar@hotmail.com