وتحلم نساء في دول البعض منهم بقيادة سيارة.. ليجتمعوا هاتفياً على كلمة فوراً !
« فوراً»..الكلمة السحر التي بتنا نسمعها بشكل دائم ومتكرر والتي تسبق مطالب بعض الدول المأزومة لوقف «العنف في سورية».. وفوراً تلك ليست من باب حرصهم على الشعب السوري، أو جماعات تَذبح الآخر.. عفوا تُذبح كما يدعون.. بل مطية للهروب إلى الأمام.
أوباما وكلينتون وكاميرون يقولون Immediately وساركوزي له نصيب فينطق بـ immédiatement وهناك من يقول « بالحال « و و و لتتداخل اللهجات واللغات وتتحد في موقف دراماتيكي.. ولكن ما السر وراء تلك الكلمة، وما الذي تخفيه في دهاليزها ؟
إنه النفاق والدجل والعجز.. عجز جميع من يدعي الحرص على الشأن السوري وحل قضاياه ومشاكله الداخلية في حل مشاكل باتت تلف رقابهم.. وتهدد مكانتهم، فكانت « فوراً « الوصفة الناجعة لإلهاء شعوبهم بما هو خارجي .. سيد البيت الأبيض الذي بات اقتصاده صاحب أكبر مديونية في العالم للبنوك المحلية والدولية متجاوزاً 16.7 تريليون دولار عُقد لسانه ولم ينطقها لمواجهة أزمته.. والسيد ساركوزي لم يستطع قولها في مواجهة العجز الذي تشهده خزينة بلاده.. أما السيد كاميرون حدث ولا حرج، فاتّهم الآخر بحجب مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامه العنف، وبإطلاق التهديد والوعيد، فراقت الأمور له ليستخدم ما رمى الآخر به من اتهامات على أرض الواقع في مواجهة ثورة الجياع والمهمشين التي تشهدها بلاده.
من انُتخب ليحقق العدالة الاجتماعية في بلده ولم يفلح.. ومن نُصّب ليشيع المساواة بين مواطنيه ولم يفعل.. ومن يصف شعبه بالمجرمين وهم من أوصلوه إلى أن يكون صاحب قرار..ألم تسقط عنهم الشرعية؟ أم شرعيتهم ليست من شعوبهم، بل من مقدار التآمر على الآخر والالتفاف حول الباطل؟.
أيها الموهومون إنهم يتدخلون في شؤوننا من باب التآمر على بلداننا.. على خيراتنا وكرامتنا، وليس من باب المحبة فيكم.. وإن كانوا دعاة إنسانية وحقوق إنسان فليتنح كل شخص منهم يعجز عن تلبية مطالب شعبه.. إنه تحد هم أعجز من أن يقبلوا دخوله .
Mon_eid@hotmail.com