فكانت الاحتجاجات العنيفة جرس إنذار لحرب قد تنفجر في وجه دولة «ليبرالية»، اقتصادها خامس أفضل اقتصاد في العالم، كما يؤكد الخبراء.
ويبقى السؤال ماثلاً للعيان: من أين أتى كل هذا الغضب؟!
تقول الأرقام إن 29 منطقة في بريطانيا ، تعيش الحرمان والفقر، وواحد من كل خمسة فيها يعيش عند حد الفقر. ويزداد التهميش وعدم المساواة الاجتماعية، وخصوصاً في الفئة العمرية بين 13و 17 عاماً.
ويقول البريطانيون المنتفضون إن الاحتجاج العنيف لم يخرج من عباءة الفقر وضعف الفرص والتهميش فقط، بل من التدهور الأخلاقي للطبقة السياسية أيضاً.
وهناك حالة «اغتراب» في اللغة والثقافة والتصورات بين صفوف فتيان يعيشون في عالمهم الخاص المغلق، فهم لايستطيعون دخول الجامعات ولا يجدون فرصة عمل، ولا حتى مكاناً يقضون فيه أوقاتهم، وليس لديهم المال ليمارسوا أي نشاط، ثقافتهم «صناعة ذاتية» عبر الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، غضبهم جاء لإسماع صوتهم «صوت المهمشين والمنسيين» في نظام رأسمالي يتخبط في أزماته، وهو منشغل بإنقاذ البنوك والشركات الكبرى، وبحروب خارجية انهكته ولطخت سمعته وجعلتها بالحضيض.