كل ما ذكرناه وغيره من تنوع بأشكال الضجيج والضوضاء يساهم إذا زاد عن حدوده الطبيعية بتوتر الأعصاب وتعكير المزاج ، ولذلك نلاحظ أماكن كثيرة وشاخصات تمنع استخدام الزمور في ساعات محددة للحد من تأثيراته السلبية ، لكن يبدو أن استخدام الزمور هواية لدى بعض السائقين يستخدمونه وكأنه من متممات سعادتهم ويتفنن البعض بتنوع الألحان والأصوات حتى عندما تكون إشارة المرور متوقفة يستخدم زموره للسيارات التي أمامه وتتعالى الأصوات وهلم جرا.
ربما يقول البعض ما الجديد في ذلك ، فالجميع يعلم مساوئ الضجيج ،ولكن أصبحنا جميعاً نتعايش معه ،والبعض أصبح من كثرة المضايقات إذا لم يكن متوتراً نفسياً يبحث عن الأسباب التي توتره ولكن من كثرة الضجيج لدينا وتنوعه فإنك لن تحتاج إلى البحث كثيراً فجميع الأحياء والاماكن تغزوها الطنابر ومركبات تشبه عربات القرون الوسطى وكله محتاط للوصول إلى أعلى علامة في إحداث الضجة ، فترى مكبرات الصوت تنقل لك مختلف الأصوات في الصباح الباكر أو وقت القيلولة أو بعد منتصف الليل، ولكن يختلط الأمر وتتخيل أنك وأنت مستغرق في النوم ترى كوابيس ويصبح لكل صوت رمزه ومعناه.
البحث عن تخفيف الضجيج لا بد منه من خلال إيجاد أسواق ثابتة في مناطق محددة ولا تؤثر على الساكنين ، إضافة إلى أن قيادة السيارة فن وذوق وعندما لا تكون ضرورة لاستخدام الزمور علينا أن نقدر ذلك وبطريقة حضارية ، لا بد من إيجاد حل لمشكلة الطنابر التي تتحرك وجموح الأحصنة وعرقلتها للسير في جميع الاحياء وإيجاد بدائل أكثر تحضراً تساهم بالتخفيف قدر المستطاع من الحوادث المرورية التي تتكرر مناظرها .
إن جولة قصيرة تعطيك تصوراً عن حجم الازعاج وحدة الضجيج التي فعلاً تثير الاعصاب ، فالباعة الذين يفترشون الطرقات والمباريات التي تجري بينهم من يتمتع بالصوت الأقوى والأجش وقدرته على إيصاله إلى أبعد مدى ، عدا عن انتشار الأوساخ والقاذورات الناجمة عن السلع التي تباع !