وشاهدنا البعض الآخر على شاشتنا.. وكلها تتعلق برغبة هذه الجهة العامة أو تلك للتعاقد مع خريجي معاهد وجامعات في إطار برنامج تشغيل الشباب الذين لا تزيد أعمارهم على الثلاثين عاماً.. هذا البرنامج الذي سيوفر (50) ألف فرصة عمل على مدى خمس سنوات (بمعدل عشرة آلاف كل عام)..
ومن خلال التدقيق والمتابعة.. والشكاوى الخطية والشفهية التي تلقيناها من الشباب المستهدفين.. وغير المستهدفين.. توصلنا إلى بضع حقائق.. وجملة ملاحظات يمكن أن نشير لقسم منها اليوم علَّ الجهات الحكومية المعنية تعالجها ليس من أجل فرص عمل هذا العام وحسب، إنما من أجل فرص الأعوام القادمة!!
من الحقائق أن نية الحكومة حسنة تجاه فئة من الشباب (بين 20-30 سنة) والدليل أنها فكرت جدياً بتأمين فرص عمل لهم حسب الحاجة ومن خارج الشواغر في ملاكات مؤسساتها... وأنها لم تتأخر في وضع هذا المشروع(تشغيل الشباب) موضع التطبيق... وأن نسبة الشباب المعطل عن العمل ضمن الفئة العمرية المحددة في البرنامج غير قليلة على ما يبدو والدليل الأعداد الكبيرة التي تراجع الآن الإعلام وبعض المؤسسات العامة للسؤال عن تفاصيل البرنامج وللحصول على الوثائق المطلوبة( غير موظف- غير مسجل في التأمينات الاجتماعية- أدى خدمة العلم أو معفى منها...الخ)
أما الملاحظات فهي كثيرة... أولها أننا لم نبحث عن طريق نؤمن من خلالها الوثائق المطلوبة بعيداً عن التدفيش والازدحام والصراخ والتأخير والروتين والابتزاز والتكاليف المادية والمعاناة النفسية لشبابنا....
كأن تخاطب كل جهة عامة مؤسسة التأمينات الاجتماعية (مثلاً) بأسماء المتقدمين إليها لموافاتها بوضع كل منهم بكتاب رسمي عاجل بدل الطريقة الحالية التي نشاهد مرتسماتها عند فروع التأمينات... وهكذا بالنسبة لدوائر التجنيد العامة...الخ
وثانيها أن الأعداد المطلوبة في معظم الجهات العامة قليلة وبعضها نشر إعلانات كبيرة في الصحف وكان اللافت أن المطلوب تشغيل شاب واحد أو شابين... وهذا أضعف الثقة عند الكثير من شبابنا بهذا البرنامج وجعلهم يتساءلون قائلين: ما نفع كل هذا العذاب؟ ومن سيكون صاحب الحظ السعيد بهذه الفرصة أو تلك؟
وثالثها: أن كل شاب زاد عمره على الثلاثين عاماً اعتبر نفسه خارج اهتمام الحكومة وحمل الحكومات السابقة مسؤولية تجاوزه الثلاثين دون تأمين فرص عمل له... واعتبر أن القطار فاته أو( فاتها) ظلماً!
ورابعها: أن الكل- رغم ما تقدم - مازالوا(محكومون بالأمل) وأن المستقبل سيكون أفضل في ضوء مسيرة الإصلاح الشامل الجارية على قدم وساق رغم أنف الكارهين والحاقدين والمتآمرين
althawra.tr@mail.com