هل تعارض الفساد؟
أنا مثلك أعارض الفساد.
هل تعارض الخراب؟ ايضاً أنا مثلك.
هل تعارض الطائفية، والرشوة وهدر المال العام، والبطالة؟ أنا أعارض كل هذه الأشياء.وأحتج على تحويل مؤسسات الدولة إلى مزارع خاصة..كذلك أعارض عدم تكافؤ الفرص.وعدم محاسبة المقصرين والمخربين والانتهازيين..فلماذا أنت معارض وأنا لا؟
هل المعارضة ميزة؟
ولكن أي معارضة؟
مثلاً، أنا أعارض التدخل الخارجي في شؤون بلدي ولا أصدق دموع الغرب إلا كما يصدق العصفور الصياد..فهل تصدق أنت أن كلينتون حزينة لأجلنا؟
إذا كنت لا تصدق.وكانت ذاكرتك غير معطلة، لماذا تتباكى على منابر الغرب، وتتوسل إليهم كي يحملوك على ظهر دباباتهم التي سأطلق عليها الرصاص. (لأن خسائر الاستسلام أكبر من خسائر المقاومة).
أعارض أنا كمّ الأفواه..فهل أنت معارض مثلي؟
لماذا إذاً.. تشتم وتسبّ وتتهم؟ لماذا لا تحاور وتقول مالديك إذا كان لديك ما تقوله غير الشتائم التي تمطرها عبر الصحف والأنترنت والشاشات الصفراء.. السوداء..الدامية؟
أنا أعارض.. أن ينزف الدم السوري إلا من أجل تحرير الجولان، ولواء اسكندرون.. والقدس الغالية. فلماذا لا تعارض أن ينهش لحمك المسعورون.. الذين يطلقون عليك كلمة (لاجئ).. متى كنا نقبل أن نكون لاجئين؟ وأن تتصدق علينا إسرائيل وأنجلينا جولي التي هربت من سعير لندن وتنتظر حملات الدعم من الأعراب.
أنا لا أقبل أن يصبح دمنا السوري العزيز سبقاً صحفياً
يسيل كرمى طرابيشهم ويخوتهم وجواريهم..
فلماذا تقبل أن يصنعوا منك شاهد زور، ويحولوك إلى دمية يلقنوها ويحملونها الرصاص لتطلقه على نفسك؟
أنا أعارض.. ولكن الغاية لا تبرر الوسيلة.. وسيلتهم السكين.. الدم ثم الدم.
ألا تعرف المثل القائل (أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب؟)
إذا كنت تصدق هذا المثل.. فلماذا تكون مع الغريب على أخيك؟ وتأخذ مكافأة من دمنا. وعزّتنا؟ انتبه.. نحن أبناء سورية..أبناء أول أبجدية وأول مدنية.
أعرف. أنت تعاني البطالة؟ وأنا كذلك وتعارض تحويل القطاع العام إلى قطاع خاص؟ وأنا كذلك..
ولكن كيف أصبحت جامعياً وحقوقياً وأنا الذي يعرف أنك لا تحمل إلا الإعدادية. فهل صحيح أن المعارض الذي يبدع في شتم بلده وشعبه ويبدع في ابتكار الأساليب لتخريب مؤسساته وتمزيق وطنه، يكرمه الأعراب ويغدقون عليه الألقاب والشهادات ويرفعونه من رتبة محتج إلى رتبة ناشط حقوقي، ثم عضو في جمعية ملكية.. ثم.. إذا ما منّ عليه القدر،يصبح صديقاً لأوباما أو منافساً له؟
أنت معارض؟ أنا لم أجدك في ساحات المعارضة..منذ متى تتسكع على أرصفة الغرب؟ تعال إلى البلد نعارض سوية.. أصحيح أنك لم تعد قادراً على العيش في البلد؟ وتكتفي بالصراخ عبر الفضائيات التي تتمول من دم الشعوب؟
معك حق.. مال ومؤتمرات ومقابلات وفنادق خمس نجوم.. ما أكرمهم سلاطيننا في الغرب وفي الشرق وما أشد إنسانيتهم وديمقراطيتهم وما أعظم عروبتهم.. يساندون العرب المظلومين في كل البلدان العربية لذلك انطلقت الأساطيل من بلدانهم لتدك بغداد وغزة وطرابلس، وكأن من يسكن هذه العواصم ليس عربياً وليس مسلماً ولا إنساناً حتى.
ما أشد عدالتهم..بترولهم يذهب لمحاربة الصهيونية ولمساندة القضايا القومية وبناء المجد العربي،ومن يقول غير ذلك هو معارض ساذج و لا يحق له أن ينال الامتيازات السلطانية..ولن يسمح له بالظهور على القنوات صانعات النجوم وبالتالي لن يترفع إلى باحث أيديولوجي ومحلل عسكري (زيّاتي)
وقد لا يحظى أبداً بتحية الناشط الحقوقي0 (كاميرون)
أنا معارض ولكن لم أحظ بكل هذه الامتيازات..ألسنا كلانا معارضة؟
أنا أعارض الخراب وأوالي الوطن فمن توالي أنت؟ ومن تعارض؟