فقائد جوقة المستعمرين الجدد الرئيس الأميركي باراك أوباما وأدواته في أوروبا الهرمة وعلى الصعيد الاقليمي الذين يتحركون لم يتحملوا نجاح الشعب السوري بوحدته ووعيه في تجاوز معظم مراحل قطوع المؤامرة فما كان منهم إلا أن ينصبوا أنفسهم ناطقين بإرادة هذا الشعب أملا بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولكن حقائق الأمور تقول إن هذه العقارب تدور لمصلحة أمن واستقرار ومستقبل سورية والمنطقة والأيام القادمة ستكون أفضل وأحسن وبنكهة سورية.
فالمواقف الأخيرة لهذه الجوقة وخاصة قائدها كانت مفاجئة لجهة أن تصريحات إدارته قبل أيام لم تكن تشير إلى هذا التصعيد إضافة إلى أن التطورات الايجابية في سورية على الصعيدين الإصلاحي والأمني كانت من المفترض أن تنحي أي مواقف غربية وأميركية تصعيدية ضد سورية ولكن على ما يبدو أن هذه القوى آخر ما يهمها أن يكون هناك أمن واستقرار وإصلاح في سورية.
والجانب الآخر في هذه المواقف العدائية هو أنها غير مفاجئة للشعب السوري الذي كان دائماً منذ عقود طويلة هدفاً مستمراً للمستعمرين والداعمين للاحتلال الاسرائيلي ولم تكن ذات قيمة وأثر لجهة القناعات لأن الشعب السوري يولد ويعجن على رفض التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية وقدم الغالي والرخيص على مدى تاريخه للحفاظ على هذه القيم الوطنية التي حافظت على سورية كوطن للحرية والتنوع والتعايش والألفة والمحبة.
إن ما جاء في بيان الرئيس الأميركي بالأمس عن سورية ينطوي على عدائية صارخة للشعب السوري ومحاولة مستهجنة ومدانة ومرفوضة لمصادرة قراره وحريته وكرامته.
وكذلك ينطوي على تناقض مفضوح ومكشوف في مضمونه بين الإجراءات والعقوبات التي تضمنها والكلام الفارغ فيه عن دعم «الحقوق العالمية للشعب السوري» الذي لا يعدو عن كونه محاولة «مجترة» لخداع السوريين الذين يعانون من العقوبات الأميركية والغربية القديمة والجديدة منها ضد وطنهم.
وجاء التلاعب بالألفاظ في هذا البيان ومحاولة استثمار الصفات التي يتمتع بها الشعب السوري وخاصة الشجاعة والإصرار والكرامة والرغبة المتجددة في التطور ورفض التدخلات الأجنبية لبث التحريض وتقويض الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار الكامل ليعكس حالة الإحباط التي وصل إليها المتآمرون على الشعب السوري نتيجة الفشل في دفعه إلى الفوضى على الرغم من الامكانيات السياسية والمالية والأمنية الكبيرة التي استخدمت حتى الآن للوصول إلى هذه الغاية.
إن حالة الهدوء التي سادت معظم المدن السورية يوم أمس الجمعة هي رد صريح وواضح من الشعب السوري على التصعيد الأميركي الغربي الجديد والأيام القادمة سيثبت فيها الشعب السوري أنه أشد لحمة وتماسكاً في الدفاع عن وطنه ومبادئه وأكثر إصراراً على المضي قدماً بمشروع الإصلاح الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد.