تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فساد دون فاسدين

معاً على الطريق
الاثنين 22-8-2011
ديانا جبور

لامؤامرة دون متآمرين , ولاخيانة دون خونة , وكذا لا فسادا دون فاسدين .

أما الاقتصار على المفهوم دون الحالات المحددة , وعلى العام دون التفصيل والتشخيص , فليس إلا محاولة لاختطاف الجدوى , وتفريغ الخطاب من محتواه , الأمر الذي يترافق غالبا مع حماسة متشنجة في الانحياز إلى العنوان دون المتن , لأنه يقدم للزاعقين شهادة حسن سلوك , دون أكلاف أو أثمان.‏

وهكذا نجد إجماعاً على إدانة الفساد , حتى إنك تحار كيف لهؤلاء الفاسدين أن يستمروا في صولاتهم وجولاتهم رغم التوافق على إدانة الفساد .‏

أما تحديد المذنبين فيضع الجميع أمام مسؤولياتهم , ولاسيما المتورطين منهم , سواء تمثل الجرم بالصمت وغض النظر أم بمد الذراع , كما يعني المطالبة بالقصاص , ما يهدد بإيذاء نافذين أو أعزاء , إن لم نقل إنه قد يمس مباشرة صاحب الخطاب الأخلاقي الناصع إلى حد الإبهار , أو حتى العمى .‏

في هذا الإطار , إطار رفض المقاربة المحددة ورجم المحددين , نقرأ الحملة العنيفة تجاه مسلسل ( سوق الورق ) , مع أن كاتبته السيدة آراء الجرماني لم تسم أحداً أو تحدد منصباً , بل إنها اخترعت وظيفة لاتعرفها جامعة دمشق , لكنها استلهمت بالتأكيد شخصياتها المتخيلة من نماذج واقعية .‏

رفض أطروحة المسلسل وتوعد القائمين عليه ممن تربطهم بالجامعة صلة ما , يعني أحد أمرين , إما أن المؤسسة المعنية هي الجنة الوحيدة المعقمة على الأراضي السورية , ولم تعث فيها فيروسات الفساد , أي إننا أمام يوتوبيا مثالية منشودة لم تتمثل على أرض الواقع في أي من بقاع الدنيا , سوى في الجامعة التي افترض القائمون عليها أنها المعنية بحكايات الفساد وسبل مكافحته ...‏

الأمر الثاني : هناك فساد وهناك فاسدون , لكن الجميع متوافقون على التعتيم، لأن الدوائر متشابكة والتداعيات متتالية والعواقب جارفة .‏

قد لايكون المدافعون متورطين , لكنهم ينظرون إلى المؤسسة والعاملين فيها كعشيرة ما يوجب التمويه على أخطائهم وخطاياهم , وهذا مالا يليق , بل يتنافى مع مؤسسة حداثية تنويرية .‏

dianajabbour@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  ديانا جبور
ديانا جبور

القراءات: 1073
القراءات: 1075
القراءات: 1008
القراءات: 1166
القراءات: 1132
القراءات: 1460
القراءات: 1625
القراءات: 1830
القراءات: 1453
القراءات: 1311
القراءات: 1595
القراءات: 1512
القراءات: 1590
القراءات: 1674
القراءات: 1334
القراءات: 1405
القراءات: 1382
القراءات: 1717
القراءات: 1677
القراءات: 1620
القراءات: 1576
القراءات: 1267
القراءات: 1385
القراءات: 1523
القراءات: 1621

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية