الإصلاحات التي تطالب بها دول الغرب الاستعمارية في سورية، ليست قانون أحزاب نوعياً ولا إعلاماً فريداً، وليس تأمين حياة اجتماعية كريمة للشعب، الإصلاح في نظر تلك الدول يعني فك ارتباط سورية بالمقاومة وإعلان البراء منها، وصكوك تنازل عن الحق العربي، وخضوعاً للإملاءات الأميركية والمصالح الإسرائيلية.
ما يجعلنا متأكدين من كلامنا أمران: أولهما معرفتنا بطبيعة تلك الدول الاستعمارية وتاريخها «الإنساني» الحافل بالإجرام، وأن مصالح الآخرين والديمقراطية والحريات أبعد ما تكون عن تفكيرها واهتمامها عندما تكون مصالحها مؤمنة.. والأمر الثاني ما تشهده تلك البلدان من تظاهرات مطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، وطريقة تعاطيها مع تلك المطالب.. فإن كانت حريصة على مصالح الآخرين كما تدعي فالأولى أن تُعنى بمصالح شعوبها وتنفذ مطالبهم.. لذلك من الأجدى بتلك الدول أن تقوم بإخفاء عورتها عوضاً من أن تُعيب على الآخرين.
أمور عدة حسمت سورية أمرها فيها.. الإصلاح خيار استراتيجي لا رجعة عنه نابع من إرادة وحاجة داخلية هدفه الوطن والمواطن.. التصدي لأذرع المؤامرة في الداخل لكل مخرب يعبث بمقدرات الوطن.. الشأن الداخلي خط أحمر ممنوع على أي أحد مهما كان إصدار الاملاءات بشأنه.. المحافظة على الحق الوطني والقومي والتصدي للتدخلات الخارجية أساس السياسة الخارجية.. واحترام الآخر بقدر احترامه لسورية.
لقد أدرك السوريون أن «حب» الغرب لهم مصلحة.. وهم يعون جيداً أنه من المستحيل أن يتحول الذئب إلى حمل، فمن كان بالأمس عدواً محتلاً، فمن رابع المستحيلات أن يكون اليوم صديقاً وفياً.. وفي ثقافة الشعب السوري والعربي مبدأ واضح مفاده أن الحب والمصلحة أمران متناقضان لا يلتقيان.
Mon_eid@hotmail.com