كثيرا ما كان قدوم العيد يجعلنا نعيش الزمن بطريقة سينمائية (الخطف خلفا، او الفلاش باك..) نشعر أننا مازلنا كما كنا نحتفظ بتلك البراءة التي تعطي للعيد نكهته المختلفة ومعناه الاعمق.. قبل أن تطاله يد الزمن تشويهاً...
اليوم ونحن نعيش كل هذا الاختلاف.. لحضور العيد وقع مختلف... ليس جديدا أنه على وشك الحضور... ولكن الجديد..احساسنا به...
اليوم عيدنا.. يحمل نكهة عامة بعيدا عن الانانية التي تمتعنا بها أحيانا وأغرقتنا في ذاتنا..وجعلتنا نرى الكثير من الاشياء انطلاقا منها...
دائما كنا نعتقد ان مصائرنا متعلقة بنا تحديدا...وان كنا بخير فكل الدنيا بخير!!
فيم كنا نفكر حينها؟!!
اليوم ونحن مقبلين على العيد...لم نعد نفهمه انطلاقاً من رؤى شخصية.. لم يعد يعنينا كل مايحدث لنا من أفراح خاصة..انها حالات فردية لاتقدم ولاتؤخر.. المهم أن يكون بلدنا بخير..
حينها سيكون للعيد نكهته المختلفة...
ياتي العيد على بلدنا بهيا...يلفه الحزن ويحاول أن يبعد السواد عنه.. فاتحا أذرعه لكل الناس ليلفهم تحت جناحيه على سكينة من نوع خاص تدخل الى قلوبهم...وتعيد لنا الالق الذي كنا نعيشه في أعياد مضت..دون أن ندرك كم كان قيّما وثمينا ما حظينا به عمرا باكمله..
ربما هذه المحنة أتت كي تكشف لنا عن الوجه الآخر للحياة... ذاك الذي ينبض حزنا ولاتستطيع سوى كسر هذ الحزن والخروج من تلك القوقعة التي يحاول البعض جرنا اليها..ولكن بالتأكيد ستفشل بوعينا وإرادتنا معاً....
soadzz@yahoo.com