تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صرخات صناعية ..

على الملأ
الاثنين 13-10-2014
علي محمود جديد

كل شيء يحفّز الصناعة الوطنية بالمطلق علينا أن نكون معه ودون تحفّظات ، لأن انتعاش ونمو هذه الصناعات المحلية - على أنواعها المشروعة - تعطي شرايين الاقتصاد الوطني دعماً محرزاً يساهم في تحريك دورة الحياة الاقتصادية،

ولكن علينا - وعلى الصناعيين قبلنا - أن لا ننسى ما نحن فيه وعليه من صعوبات وتحديات، وعقوبات عالمية جائرة، ومواجهات دموية يقف وراءها من يريد إخضاعنا لإراداتٍ بعيدة عن إرادتنا وطموحاتنا وحرية قرارنا، لنبقى مُرتهنين لهم بلا مضمون تماماً كمدن الملح تلك التي تمعن التأكيد في هذه الأيام أنها ليست بعد كل ما فعلته سوى مدنٍ للملح فعلاً، فلا قرار لها ولا إرادة، ولا تحتمل أكثر من كلمةٍ أمريكية ليذوب ذلك الملح كله ويتلاشى في مياه خليجهم الكدر.‏

فمع ضرورة أن لا ننسى ما نحن فيه وعليه، تتزامن في هذه الأيام أحاديث مختلطة عن النفط ومشتقاته في سورية، فالحكومة تؤكد أنَّ انفراجاً كبيراً ستشهده سورية في توفر المشتقات النفطية بمختلف أنواعها ( المازوت والبنزين والفيول والغاز ) للمواطنين بشكل عام وللصناعيين أيضاً من أجل إقلاع مصانعهم وتحريك دورة الاقتصاد أكثر، غير أنَّ صرخات صناعية سرعان ما راحت تدوّي في الأجواء السورية على شكل تهديداتٍ بمخاطر مُفترضة أفسدت علينا حتى القدرة على الفرح بانفراج قريب، حيث تروّج قياداتٍ صناعية بأنَّ ( أي محاولة لتسعير مادة المازوت بالسعر العالمي للمدن الصناعية دون توفر الكهرباء للمعامل سيؤدي إلى شلل هذه المدن، وتوقف معظم معاملها عن العمل وإلى انتكاسة كارثية في جهود إعادة الإعمار وإعادة عجلة الإنتاج وإلى إضعاف الثقة الاستثمارية المترددة أكثر مما سيلحق الضرر البالغ بالاقتصاد الوطني وبلقمة عيش المواطن وبمعيشته ) ..!!‏

أعتقد أن على الصناعيين الوطنيين أن يعوا جيداً بأن الحكومة قد أثبتت جدارتها الكبيرة خلال هذه الأزمة السوداء، في الحفاظ على دعمها للكثير من المواد الاستهلاكية ومن ضمنها المشتقات النفطية، وهي قد أعلنت بالأمس أنها ستوفر المازوت والفيول للصناعيين بالسعر الرسمي، وهذا يعني أنها ستوفر تلك المواد بالسعر الرسمي وليس العالمي، وقد ذهبت الحكومة بعيداً في فتح الأبواب أمام الصناعيين كي تمكنهم من الاستقرار أكثر، حيث ستسمح لمن يريد منهم أن يستورد المازوت والفيول على حسابه، وهذه ميزة جديدة صارت متاحة أمام الصناعيين، ولكن من غير المعقول أن تعمد الحكومة إلى دعم سلعٍ يقوم غيرها باستيرادها لاسيما وأنها - أي الحكومة - تتبنّى توفير احتياجاتهم من هذه المواد، وفي الحقيقة لو أنَّ الصناعيين يعمدون إلى الدخول بمفاوضات موضوعية مع الحكومة حول هذه المسألة لكان أفضل، فربما يصلون إلى نتيجة إيجابية، وتُفضي الأمور إلى اتفاقٍ يرضي الطرفين معاً، فالمهم في الموضوع توفر الثقة، وعدم إشاحة الطرف عن البلاء الذي نحن فيه، والعواصف الهوجاء التي تجتاح البلاد، ونكاد نجزم أن الحكومة لن تتردد في توفير ما يمكن توفيره من الدعم للصناعيين، إذ لها مصلحة في ذلك أصلاً، أما إن كانت ستُفرض عليها قضايا فوق طاقتها فعلينا أن نتفهّم الأمر جيداً، ونبحث عن أفضل السبل التي نستطيع من خلالها التأقلم مع الواقع فالصراخ لا يُجدي في ترتيب الحسابات .. رتّب حساباتك أولاً .. ابحث .. وحاول .. ولكل حادثٍ حديث .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11567
القراءات: 913
القراءات: 884
القراءات: 890
القراءات: 958
القراءات: 929
القراءات: 922
القراءات: 911
القراءات: 959
القراءات: 975
القراءات: 894
القراءات: 972
القراءات: 984
القراءات: 954
القراءات: 1100
القراءات: 1022
القراءات: 991
القراءات: 1064
القراءات: 999
القراءات: 1072
القراءات: 974
القراءات: 1053
القراءات: 1067
القراءات: 1070
القراءات: 1134
القراءات: 1116

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية