تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خفض التصعيد والسيادة

معاً على الطريق
الأثنين 9-10-2017
مصطفى المقداد

تفضي قرارات واتفاقيات مناطق خفض التصعيد إلى وقف نزيف الدم بصورة مباشرة، وهو الدافع الأساس لموقف الحكومة السورية بالموافقة السريعة فوراً على تلك الاتفاقيات ودعمها في الميدان،

وهذا هو التفسير الوحيد والمؤكد من الجانب السوري الوطني وهو يمتلك خيارات متعددة وواسعة للتعامل والرد على أي اختراق أو اعتداء من جانب أي مجموعة مسلحة وافقت على الدخول أصلاً بالعملية السلمية من خلال اتفاقيات وقف الأعمال القتالية وصولاً إلى تحديد خرائط لوجود المجموعات المسلحة الإرهابية من تنظيمات داعش والنصرة والفصل فيما بينها وبين التنظيمات المسلحة الأخرى التي وافقت على الدخول في العمل السياسي المترافق مع شرط محاربة الإرهاب واستمرار التنسيق العسكري في جولات مؤتمر أستانة مع ما يمكن أن تمهد لجولات مؤتمر جنيف.‏

والمؤكد أن التوافقات الدولية لا يمكن توقيعها والقبول بها إلا بعد مداولات وبحث ونقاش مع الحكومة السورية وحساب المخاطر والمحاذير المحتملة مع كل خطوة، والتأكيد على الثوابت الراسخة المتمثلة في استمرار محاربة الإرهاب بالتوازي مع السعي الداخلي لتعزيز مسار المصالحات المحلية وتنفيذ عمليات تسوية فورية لكل من ترك السلاح وأبدى استعداده للتراجع عن حمل السلاح والعودة لممارسة الحياة الطبيعية بما فيها الانضمام إلى الوحدات المقاتلة ومحاربة الإرهاب، وهذا يؤكد التمسك بمهمات الدولة الأساسية التي لا تحمل غلاً ولا حقداً على أي من مواطنيها، وهي تعطي فرصاً لجميع الخارجين عن سيطرتها للتراجع والتزام القانون والتشريعات الوطنية، مع عدم تجاهل الحقوق الشخصية والخاصة للمتضررين القادرين على المطالبة بحقوقهم من خلال المحاكم والهيئات القضائية المختصة والحصول على حقوقهم في حال تقديمهم الدلائل والبينات والوثائق التي تؤكد حقوقهم، وقد يرتبط بهذا المفهوم استمرار الدولة بالقيام بالتزاماتها كاملة تجاه المواطنين الخاضعين لسيطرة الإرهابيين أو سيطرة المجموعات المسلحة الأخرى، تلك الالتزامات المتمثلة بتقديم الخدمات التعليمية والصحية والتموينية وخدمات المياه والكهرباء والهاتف والطاقة وغيرها، مع الاستمرار بدفع رواتب العاملين في المؤسسات الحكومية كلها على مدى سنوات العدوان كلها.‏

الربط ما بين تقديم الخدمات كاملة للمواطنين بغض النظر عن الوجود الحكومي من عدمه، وما بين الوقوف الدقيق عند أدق التفصيلات في القرارات والاتفافيات الدولية يؤكد عمق الدولة الوطنية ويفسر قدرتها على الثبات والصمود لقرابة ست سنوات ويؤكد في النهاية حتمية الانتصار القريب مهما غلت التضحيات، ومهما امتدت المواجهات، وذلك أمر يدركه العالم كله سواء اعترفت بعض الحكومات به أو حاولت حكومات أخرى نفيه وتكذيبه، وستكشف الأيام القريبة القادمة صدقية وصوابية هذه الرؤية مع ما ستحمله الأيام ذاتها من متغيرات محمولة على انتصارات ميدانية وإنجازات سياسية ودبلوماسية تجبر المتآمرين على التراجع وتجعلهم يذعنون لمسار الإصلاح السوري السوري بعيداً عن أي تدخل خارجي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 963
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1043
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1089

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية