ولكن السبب الاهم أنني كنت أهيئ نفسي لكي أستوعب تقلبات الحياة خاصة المؤلمة منها..
ومع اننا نعرف أن الأحداث التي نعيشها أثناء الفيلم مجرد دراما الا انها كانت تؤثر بنا ونستغرب خيال المؤلف الدموي...
منذ أعوام عديدة ..ابتدأت جرعة الرعب الواقعي تتزايد على الفضائيات ...تتسع مساحتها بموازاة تخصيص مساحة كبيرة لأفلام رعب تجعل الصيغة البشرية تبدو أقرب الى الوحشية.. منها الى الآدمية ربما حينها اعتبرنا الامر يدخل في اطار عفوي..
ولكن ونحن نعيش كل هذه الدموية الواقعية.. كل هذا الرعب الذي يتفوق على أي فكرة ابداعية لمؤلف أو مخرج سينمائي مبدع ...يبدو أن الفضائيات لم تكن تتصرف أبدا بتلك العفوية التي اعتقدناها..كل ما كانت تفعله انما يدخل في اطار التأهيل لمرحلة التبلد الانساني حينها يمكنها ان تسيطر وتسّير مشاهدها الذي تمكنت من تفريغه من أي نبض انساني بحجة أن هذه الصيغة العصرية المطلوبة لهذا العالم الجديد الذي فرض معطيات مختلفة...ويفترض أن نستعد له...
الوحشية التي نعيشها لاتشبه أي شيء آخر عشناه..لايمكن لخيالك مهما كان مبدعا أن يتصورها...وحتى الفضائيات التي هيأت الارضية اللازمة لكل هذه الدماء لاشك أن ما تراه يحدث في الوطن العربي يفوق كل أمانيها..وكل ما خططت له يوما..
soadzz@yahoo.com