ليقول ان بلاده والمجتمع الدولي قدموا كل ما يمكن تقديمه لحماية الليبيين!!.
والسؤال هنا هل فوّض الشعب الليبي ساركوزي والمشاركين في مؤتمر باريس بنص مكتوب لحمايته ؟!.. وكذلك هل تكون حماية شعب بتدمير بلاده وقتل وجرح وتشريد الآلاف من أبنائه؟!.
والسؤال الأهم في هذا المجال متى كانت دول الغرب الاستعماري والولايات المتحدة حامية للشعوب.. والتاريخ يسجل لها آلاف جرائم الإبادة بحق شعوب المنطقة وغيرها ابان حقبة الاستعمار وقبلها وبعدها؟!.
ان العين الغربية والأميركية ترى ما يحلو لها وشعار مؤتمر باريس حول ليبيا «أصدقاء الشعب الليبي» ليس له على الأرض أي شيء يدل عليه وهو مرحلة أولى لتقسيم الكعكة الليبية ومحاولة لطمس جرائم الناتو بحق الشعب الليبي على مدى الأشهر الماضية.
هناك الكثير من الأدلة الدامغة التي تثبت كذب ادعاءات ساركوزي وغيره ممن اصطفوا لالتقاط صورة تذكارية تؤرخ لتدمير ليبيا في القرن الحادي والعشرين وأكثر هذه الأدلة الحية والمستمرة أحداثها هو الشعب الفلسطيني الذي يسحق بطائرات ودبابات وجميع صنوف الأسلحة الاسرائيلية والغربية والأميركية منذ ستين عاماً ومع ذلك لم تتحرك فرنسا وبريطانيا وأميركا لحماية المدنيين الفلسطينيين العزل الذين شردوا بقوة السلاح من بيوتهم وأرضهم بل تساهم هذه الدول الثلاث وغيرها بشكل مباشر في الجريمة الاسرائيلية المتواصلة بحقوقهم وملاحقتهم في مخيماتهم وكل مكان يوجدون فيه أملاً في الوصول الى يوم لا يذكر فيه اسم الشعب الفلسطيني على الاطلاق.
ورغم ان الشعب الفلسطيني طالب ويطالب المجتمع الدولي بحمايته من الاحتلال الاسرائيلي وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بحقوقه إلا أن دعواته لم تجد أي صدى لدى دعاة حماية المدنيين الليبيين وكانوا على الدوام يدعمون هذا المحتل الاسرائيلي في كل المنابر الدولية ومنع محاكمته على جرائمه.
ان الحديث «المعسول» في مؤتمر باريس عن حماية الشعب الليبي يجب أن يكون دافعاً لبعض المشاركين العرب في هذا المؤتمر لاستثمار وجودهم والتعبير عن حرصهم على المدنيين بالدعوة لحماية الشعب الفلسطيني في الإطار المستند على قرارات الشرعية الدولية وعدم الاكتفاء بالتقاط الصور والبحث عن دور «الكومبارس» مادام الناتو استند الى قرار مجلس الأمن حول ليبيا لشن حملته العسكرية عليها.
ولكن واقع الحال يقول ان ذلك من رابع المستحيلات لسببين الأول الدور المرسوم غربياً وأميركياً للمشاركة العربية في هذا المؤتمر والثاني مصالح اسرائيل التي لا قيمة أمامها للمدنيين الفلسطينيين وغيرهم.
إن الأيام القادمة ستكشف ان مؤتمر باريس وغيرها من المؤتمرات اللاحقة لن تتجاوز نقاشاتها التداول في تقسيم الكعكة الليبية، وبوادر الاختلاف بين الدول المجتمعة حول ذلك بدت واضحة مع حديث وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال المؤتمر عن الرفع «الرشيد» للعقوبات الدولية عن ليبيا الأمر الذي يؤكد أن المجتمعين غير جادين برفع العقوبات التي يتضرر منها الشعب الليبي وينبئ باستمرار المأساة وتكرار الحالتين العراقية والأفغانية وهو ما لا يتمناه أي ليبي أو عربي.