فالعيد يسمو بالانسان فوق جميع الاعتبارات ويحرك بداخله حب الخير وتجاوز الخلافات، والتركيز على التواصل واشاعة اجواء المحبة عبر الزيارات المتبادلة بين الاصدقاء والاقارب، وتعاون الجميع على تقديم المساعدة باشكال مختلفة، ووفق الامكانيات المتاحة لمن هو بحاجة اليها تجعل بهجة العيد تدخل الى قلوبهم وقلوب اطفالهم، وهذه العادات الخيرة تعبر عن الاحساس بالاخرين ومد يد المساعدة كل على طريقته.
الجميع يعتبر العيد فرصة للتواصل والمساعدة، فالمناطق الريفية تتعامل مع العيد على انه توقيت مناسب لتقديم العون لكل اسرة محتاجة الى الطعام والكساء، فترى الجميع يندفع دون ان يتأفف بسبب معرفتهم العميقة وعن قرب باوضاع بعضهم، وهذه الحالة هي نوع من التكافل الاجتماعي المطلوب دائما ولكنها ضرورية ومطلوبة خلال العيد.
ترتسم بالذاكرة الاصوات وتداخلها مع بعضها وطقوس الترحيب بالعيد والمعايدات تسمعها تتعالى وتتصاعد في زواريب القرية وعبر الطرقات التي تؤدي الى الحقول، فالجميع يتمنى للاخر دوام العافية والصحة، ويتناقشون بقلوب مفعمة بالمحبة عن مريض يتمنون له الشفاء العاجل او عن حالة اسرة توفي احد افرادها، ويتبادلون الاراء حول تقديم المساعدة ومواساتهم، فطقوس العيد عندهم ببساطة بعيدة عن ماركات الالبسة او انواع البارفانات الغالية الثمن او انواع ربطات العنق..الخ، تجمعهم المحبة الصادقة والطيبة التي استمدوها من طبيعة الارض الخيرة، هم يدركون ان العيد هو عطاء ومحبة وتواصل مع بعضهم وتخفيف المصاب لكل من يتعرض له، تلك الصورة الجميلة التي نلاحظها في كل بلداتنا، واستفسار كل واحد عن ابناء الاخر، اسئلة كثيرة تصل الى مسامعك عبر الحقول تعطيك انطباعا عن مدى المحبة الحقيقية التي تجمع فيما بينهم بعيدا عن صخب النفاق واشكاله.
ما نتمناه ان يعيش الجميع اجواء العيد بفرح وسعادة عبر التواصل مع الاخرين على ارضية المحبة.